في مشهد يشبه لحظة كتابة الفصل الأخير من كتاب معقد، حط مظلوم عبدي قائد قوات سوريا الديمقراطية "قسد" للمرة الثالثة مجدداً في دمشق.

وتزامنت زيارته مع وصول المبعوث الأميركي توم برّاك وممثلين عن التحالف الدولي، في زيارة توصف بأنها الفرصة الأخيرة لترتيب الأوراق المبعثرة بين شمال شرقي سوريا والعاصمة.

دمشق التي شهدت توقيع اتفاق 10 مارس برعاية أميركية لدمج قوات قسد ومؤسسات الإدارة الذاتية ضمن الدولة السورية الجديدة عادت اليوم لتستقبل الرجل ذاته، لكن بشروط تبدو أكثر تعقيداً وسقف توقعات أكثر توتراً.

وتحول عراقيل دون التنفيذ الكامل للاتفاق منها الخلافات حول الدستور وحكم لا مركزي يعاد طرحه على الطاولة، لكن مع ملفات إضافية من النفط إلى الجيش ومن شكل الدولة إلى مصير عودة النازحين.

الشرع الذي حل الفصائل المسلحة فور وصوله إلى السلطة لا يريد قوات عسكرية خارج سيطرته، أما عبدي فيتسمك بقوة قسد كذراع ميداني شرعي قاتل الإرهاب وداعش، ويرى فيها ضمانة للحفاظ على الإدارة الذاتية داخل مشروع سوريا لامركزية تصون حقوق الشعب السوري كاملاً، وبين هذين الموقفين يتدحرج الاتفاق نحو مصير لم يحسم بعد.

النفط، المعابر، الجيش، والدستور ملفات تتزاحم في قاعة الاجتماع بينما الساعة السياسية تضغط بقوة، فهل سينجح عبدي والشرع بدفع أميركي في كتابة بداية جديدة؟ أم أن الشرق السوري مقبل على انفجار لا يملك أحد ترف احتوائه؟ 

تقرير: علي الموسوي