في ظل تصاعد الهجمات الجوية الأميركية ضد مواقع جماعة الحوثي في اليمن، تتزايد التحذيرات الدولية من كارثة إنسانية تلوح في الأفق، وسط دمار واسع ومستقبل مجهول يخيّم على ملايين المدنيين العالقين بين نيران الحرب.
الضربات الأخيرة التي استهدفت ميناء رأس عيسى بمحافظة الحديدة، أودت بحياة أكثر من 80 شخصًا وأصابت نحو 150 آخرين، بحسب سلطات الحوثيين. الميناء، الذي يُعد شريانًا حيويًا لإمدادات الوقود، خرج عن الخدمة بالكامل، بعد أن دمرت الغارات منشآته الأساسية، بما في ذلك خزانات التخزين وخطوط النقل والمركبات.
وفي العاصمة صنعاء، قُتل شخصان وأصيب 11 آخرون، في قصف قالت جماعة الحوثي إن القوات الأميركية نفذته ليل السبت. آثار الضربات لم تقتصر على الخسائر البشرية، بل امتدت إلى المقابر والمباني المدنية، وسط مشاهد تعكس اتساع رقعة الدمار وتراجع مظاهر الحياة.
الأمم المتحدة أعربت عن قلق بالغ إزاء التطورات، مؤكدة أن استمرار الغارات سيؤدي إلى مزيد من التدهور في الوضع الإنساني الهش أساسًا، حيث يعيش أكثر من 70% من السكان تحت خط الفقر، ويعتمد الملايين على المساعدات الإنسانية التي بات وصولها مهددًا مع استهداف الموانئ.
واشنطن من جانبها، تبرر هذه العمليات باعتبارها ردًا على الهجمات الحوثية التي عطّلت حركة الملاحة الدولية في البحر الأحمر، لكنها لم تنفِ احتمال استمرار الحملة العسكرية ما لم تتوقف الجماعة عن استهداف السفن.
وبين الروايتين، يدفع اليمنيون الثمن الأكبر.
تقرير: صهيب الفهداوي