2025-08-09
في مشهد يعيد إلى الأذهان فصولاً سابقة من الاشتباك السياسي-الأمني في لبنان، ولليوم الثاني على التوالي، أقدم مناصرون لحزب الله على قطع طريقي زحلة وشتورة في البقاع شرقي البلاد، إضافة إلى طريق بعبدا – الحازمية المؤدي إلى العاصمة، احتجاجاً على قرار الحكومة القاضي بحصر السلاح بيد الدولة
الجيش اللبناني، الذي كثّف انتشاره في النقاط الساخنة، اعتقل عدداً من مناصري الحزب بعد وصولهم إلى وسط بيروت، في خطوة تحمل رسائل أمنية مباشرة تؤكد جدية الدولة في تطبيق قراراتها
وفي أول رد سياسي من حزب الله، هدّد النائب محمد رعد بالتمرّد على القرار الحكومي، قائلاً بوضوح: "الموت ولا تسليم السلاح"، ما يعكس رفض الحزب المطلق لمضمون الورقة الأميركية التي حملها المبعوث توم براك، والتي وافقت الحكومة على مقدمتها في جلستها الأخيرة بالقصر الجمهوري
في المقابل، أثنت أحزاب سياسية أخرى على ما اعتبرته قرار الحكومة "التاريخي"، وطالبت الحزب بعدم جرّ لبنان إلى حرب أخرى لن يتحمل تبعاتها
داخلياً، اجتماعات متواصلة واتصالات سياسية لم تنقطع حتى بعد انسحاب وزراء الطائفة الشيعية من الجلستين الحكوميتين، في محاولة لاحتواء الأزمة المتصاعدة، وإعادة الحوار إلى طاولة الحل السياسي
مصادر مطلعة كشفت لوكالة رويترز أن براك سيعود قريباً إلى بيروت، لمتابعة تنفيذ الورقة الأميركية، والتي تتضمن جدولاً زمنياً وآلية واضحة لنزع سلاح الحزب، وتكليف الجيش اللبناني بوضع خطة شاملة للتنفيذ قبل نهاية العام
لبنان اليوم يقف على مفترق خطير… بين حسم ملف شائك ظل سنوات حجر عثرة أمام الدولة، وبين تصعيد قد يفتح الباب على جولات غير محسوبة
تقرير: إيسامار لطيف