في تطور بارز على صعيد السياسة الخارجية في الشرق الأوسط، وصل وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إلى مصر في زيارة رسمية تستمر يوما واحدا، وذلك وسط جدول أعمال حافل يتناول الأوضاع في غزة، وتعزيز العلاقات الثنائية، وقضايا إقليمية مهمة.

وتحمل الزيارة أبعادا سياسية وأمنية مهمة، إذ تعد جزءا من مساع لتعزيز العلاقات الثنائية وبحث الملفات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك.

وتأتي الزيارة في وقت تشهد فيه المنطقة تطورات متسارعة على أكثر من صعيد، من الأزمة في غزة إلى الأوضاع في ليبيا وشرق المتوسط، إضافة إلى قضية الأمن المائي.

وبدأ جدول الأعمال بلقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، تلاه محادثات رسمية تناولت القضايا الثنائية، وفي مقدمتها تعزيز التعاون الاقتصادي وزيادة حجم التبادل التجاري في أجواء وُصفت بالإيجابية.

وقد أكد الجانبان أهمية استمرار التنسيق المشترك في الملفات السياسية والأمنية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية والتطورات في البحرين الأحمر والمتوسط.

وكانت العلاقات بين مصر وتركيا قد قطعت في أعقاب ثورة يناير وحكم الإخوان المسلمين، لكنها عادت إلى مستوى التمثيل الدبلوماسي في مارس عام 2023، ثم شهدت تطورا مع قدوم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في عام 2024.

وتأتي الزيارة الحالية بمناسبة مرور 100 عام على إقامة العلاقات بين البلدين، وبهدف زيادة حجم التبادل التجاري إلى نحو 15 مليار دولار أميركي.

وبينما تسعى القاهرة وأنقرة إلى تعزيز الشراكات السياسية والاقتصادية بينهما، تعد هذه الزيارة رسالة واضحة بأن الوقت الراهن يتطلب تحركا دبلوماسيا دوليا لإنهاء الحرب وتداعياتها الإنسانية في غزة، في مسعى دبلوماسي جديد لإحلال السلام وإنهاء معاناة الأهالي في القطاع.

تقرير: أحمد الصفتي