2025-09-12
مسار جديد يتشكل أمام أنظار العالم، وتغير غير مسبوق آذن القصف الإسرائيلي لقطر بانطلاقه، يعول عليه دوليا في فتح فصل جديد من التفاوض، بدور مصري أكبر، في ظل توجه عالمي للأنظار نحو القاهرة، التي تعد على نطاق واسع صاحبة الدور الأبرز في انتشال مسار مفاوضات وقف الحرب الإسرائيلية على غزة مما يوصف بموتها السريري.
وعقب الاستهداف الإسرائيلي لقيادة حماس في العاصمة القطرية الدوحة، كرر الرئيس الأميركي دونالد ترامب تمنياته بعدم تأثيرها على مسار التفاوض، وفي وقت تستمر فيه التهديدات الإسرائيلية الرسمية لقطر التي كانت ترعى المفاوضات وتستقبل المسؤولين الحكوميين، باتت القاهرة وجهة للكثير من الأصوات الدبلوماسية لاستكمال دور الوساطة.
ومصر كانت ولازالت، صاحبة الحمل الأثقل في القضية الفلسطينية تاريخا وتعاظم دورها منذ اندلاع الحرب على غزة، إذ كانت راعية مسار التفاوض وتمكنت عبر جهازها الدبلوماسي من تحقيق اختراقات طيلة الشهور الثلاثة والعشرين الماضية، أفضت لإطلاق سراح عدد كبير من الرهائن، وأوقفت أعمال القتال الموصوفة أمميا بإبادة جماعية على الشاشات.
كما أن مصر تحت قيادة عبد الفتاح السيسي، الزعيم العربي الوحيد الذي تترشح أخبار سياسية عن استمراره في رفض لقاء الرئيس الأميركي ترامب بسبب تصريحاته الداعمة لتهجير الغزيين، ما تعتبره القاهرة خطها الأحمر، تبقى بلغة المصالح مهتمة بترميم العلاقة مع أميركا علّ ذلك يساعدها في ترتيب وضعها الاقتصادي، وانعكس مستوى التواصل بزيارة لقائد المنطقة الوسطى في الجيش الأميركي للقاهرة مؤخرا قبل قفوله لدمشق.
وكانت قد تمكنت الخارجية المصرية مؤخرا من تحقيق نجاح دبلوماسي عبر تقريب الرؤى بين الوكالة الدولية للطاقة الذرية وإيران عبر اتفاق قوبل بترحيب عالمي وإقليمي كبير، لكن التحدي بحسب كثيرين أمامها في دورها المنتظر، يكمن في إقناع وفد حماس بالجلوس مجددا لطاولة التفاوض بعد قصف وفدها في الدوحة، وتحمل ما يعنيه ذلك من كلفة أمنية وعسكرية، ثم التعاطي مع الحكومة الإسرائيلية التي لم تجرؤ بعد على تهديدها بشكل مباشر كما فعلت مع قطر، الوسيط السابق.