غزة اليوم تتحول امام اعين سكانها الى لوحة جديدة ترسمها السياسة الاسرائيلية بكل دقة، تقسيمها، نزع سلاحها، اعادة تركيبها جغرافيا، كل شيء يخضع اليوم لرؤية اسرائيلية مدعومة اميركيا.

ويعلن رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو بثقة ان غزة لن تشكل تهديدا بعد الآن، والهدف تحويل القطاع الى منطقة منزوعة السلاح واعادة صياغة الواقع على الارض خطوة خطوة بالتوازي مع خطة اميركية موسعة لتثبيت السيطرة على كل شبر من القطاع.

وفي خضم الضغوط الدولية تحاول قطر دفع حماس الى التنازل عن الحكم والسلاح، بينما الاحداث الاخيرة تعرقل جهود وقف النار وتؤكد ان المعركة لم تنته بعد رغم توقف الغارات الكبرى.

وعلى الجانب الفلسطيني، التحذيرات حادة، حيث يحذر رئيس الوزراء محمد مصطفى من الفوضى ومن انزلاق غزة الى فراغ حكومي يهدد اعادة الاعمار.

ورغم توقف الغارات، يستمر تدمير المنازل، ومشاهد ليلية متكررة، انفجارات تصم الآذان وبيوت تنهار كما تنهار الاحلام.

ويشير التحليل الى ان هذه السياسة ليست عشوائية، بل اعادة هندسة جغرافية للقطاع تمهيدا لما بعد الخط الاصفر واعادة تركيب السلطة الفلسطينية وفق رؤية اسرائيلية واميركية، بينما آلاف الفلسطينيين محرومون من العودة الى بيوتهم.

غزة تتغير، سكانها يراقبون خطوط الخرائط الجديدة ويتساءلون هل سيعودون الى بيوتهم يوما ام ان القطاع سيظل مقسما؟

تقرير: لافا أسعد