أروقة الأمم المتحدة التي تشهد حراكاً دبلوماسياً متسارعاً مع اقتراب موعد اختيار أمين عام جديد للمنظمة، يتزايد فيها الحديث عن تدخل أميركي متصاعد، يأتي هذه المرة لتوجيه مسار الاختيار بما يخدم مصالح واشنطن ورؤيتها للنظام الدولي المقبل.

وكالة رويترز نقلت عن مصادر دبلوماسية غربية أن واشنطن تكثف جهودها لإقناع أعضاء مجلس الأمن وشركائها الأوروبيين بتأييد مرشح ترى أنه منسجم مع مواقفها من ملفات شائكة مثل الحرب في أوكرانيا، وقادر على تحديث الأمم المتحدة وضمان توافقها مع السياسات الأميركية.

القائمة بأعمال المندوب الأميركي لدى الأمم المتحدة دوروثي شيا شددت بدورها على أن عملية الاختيار لمثل هذا المنصب يجب أن تكون قائمة على الجدارة.

في المقابل، تتحرك كل من روسيا والصين لدعم مرشحين من دول الجنوب لتعزيز القرار الأممي المستقل بعيداً عن التجاذبات السياسية، في محاولة لموازنة النفوذ الأميركي الذي يسعى إلى استمرار دوره القيادي داخل المنظمة.

سفيرة الدنمارك كريستينا ماركوس لاسن قالت إنه بعد ثمانين عاماً، حان الوقت لتولي امرأة قيادة هذه المنظمة. أما تشيلي فأعلنت بدورها أنها سترشح رئيستها السابقة ميشيل باشيليت، كذلك كوستاريكا تخطط لترشيح نائبة الرئيس السابقة ريبيكا غرينسبان.

منصب الأمين العام للأمم المتحدة يوزع تقليدياً بالتناوب بين المناطق، والمنطقة التالية بحسب القائمة هي أميركا اللاتينية.

ولكن في نهاية المطاف، يتعين على الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، التي تتمتع بحق النقض (الفيتو) ـ وهي بريطانيا، والصين، وفرنسا، وروسيا، والولايات المتحدة ـ الاتفاق على مرشح.

وتثير تلك التحركات الدولية المخاوف من أن يؤدي تصاعد الدور الأميركي إلى تسييس منصب الأمين العام للأمم المتحدة، وتقويض ثقة الدول الأعضاء بحيادية المنظمة، حيث تتحول إلى ساحة جديدة للصراع بين القوى الكبرى بدل أن تبقى منبراً للمباحثات والتفاهمات الدولية.

تقرير: فادي زيدان