2025-09-26
تنبسط الحقول كمرآة مغمورة على سهول تحذوها الجبال ويحرسها مناخ معتدل، لتمنح هذه الأرض الغنية محصولها الدائم، الأرز الكوردي، حياة تعبر القرون.
براعم الأرز هذه يبلغ عمرها نحو أسبوعين، وتمتد على مساحات أكثر من 300 دونم في منطقة حرير شمال مدينة أربيل.
ورغم التحديات المرتبطة بتقلبات المناخ، يواصل المزارعون الحفاظ على هذا الإرث الزراعي الذي يشكل ركائز اقتصادية مهمة في المناطق الريفية، ومصدرا لدخل مئات العائلات في كوردستان.
ومن حقول حرير إلى مطاعم أربيل، تنتقل حكاية الأرز، فهنا لا تُطهى الحبات فقط، بل تُستحضر معها قصص المزارعين، وتراث الأرض وثقافة الكوردستانيين المتجذرة في كل وجبة.
ويحتل الأرز الكوردي اليوم مكانا على موائد الناس في البيوت والمطاعم، ويُطهى غالبا بالسمن أو الزيت، ويُقدم مع اللحم أو الدجاج، أو يُستخدم في أطباق شعبية كـ "برنج به سركه" المطبوخ بعصير الرمان أو رز بالمرق واللحم.
وفي مطاعم أربيل ودهوك والسليمانية، يُطلب "شهش مهه أو شهش مانك" بالاسم، ويتقدم كضيف شرف لا يرد على أطباق المائدة، فحبته المدورة ومذاقه الغني جعلاه ليس فقط فخر المزارع، بل أيضا سفيرا للمطبخ الكوردي.
تقرير: صهيب الفهداوي