2025-10-01
ثراء ثقافي وتاريخي عميق يشكّل إرثا للشعوب القديمة التي كوّنت المجتمع الكوردي المعاصر. إرث آثرت زهره زنكَنة أن تكرّس حياتها لتوثيقه وجمع نوادره.
على مدى أربعين عاما جمعت مئات القطع التراثية من أثاث وأزياء وأدوات منزلية قديمة وتحف نادرة، لكن هذه المقتنيات لم تُخزّن في مخازن أو صناديق، بل تحوّل منزلها إلى متحف حي تتوزّع فيه التحف على الجدران والزوايا لتصبح جزءا من الحياة اليومية.
شغف زهره بالتراث ينبع من قناعة عميقة بأن الهوية الكوردية غنيّة بما يكفي، وأن البحث عن جذورها رحلة مستمرة، سواء داخل البلاد أو خارجها.
وما بدأته زنكَنة بين جدران منزلها يتواصل في فضاء أوسع أسفل قلعة أربيل، حيث تصطف محال متخصّصة بالتحف والصناعات اليدوية لتجعل الفلكلور جزءا من الحياة اليومية.
هنا يُعرض السجاد اليدوي والمنسوجات وتحف الفخار والتصاميم المستوحاة من الرموز القديمة، لكن بروح معاصرة.
زوار هذه الأسواق من داخل العراق وخارجه يأتون بحثا عن لمسة أصيلة تعكس التراث الكوردي وتمنحه حضورا حيا في الذاكرة والحياة.
التراث الكوردي لا يقتصر على قطع أثرية قديمة، بل ذاكرة حيّة تعيش بين الناس، ومن منزل زهره زنكَنة إلى أسواق أربيل، يظل الفلكلور جسرا يربط الماضي بالحاضر، محافظا على هوية نابضة بالثراء والتنوّع.
تقرير: صهيب الفهداوي