2025-09-25
مشهد دخول الرئيس السوري أحمد الشرع، شهرين قبل ذكرى سقوط النظام السابق، عقود من الانتظار عكستها ملامح الاحتفال وهتافات السوريين القادمين من ولايات أميركية عدة، مما يسلط الضوء على التغير الذي طرأ على صورة سوريا بين الأمس واليوم.
رئيس الإدارة السورية الحالية أحمد الشرع هو أول رئيس للبلاد يشارك في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة منذ عام 1967.
قبل 8 ديسمبر الماضي، كانت سوريا ترزح تحت جبروت نظام الأسد المنبوذ دوليًا، وآلاف العقوبات الدولية، وملايين المشردين والمفقودين دون مخرج يلوح في الأفق، وعلى الجبهة الأخرى معارضة شكلية وتحضيرات لمشهد ختام عهد الأسد في إدلب بقيادة الشرع، الذي ما إن استلم حكم دمشق حتى قطفت سلطته ثمار دعم من أميركا وأوروبا وتركيا والقوى العربية المؤثرة، وسط اضمحلال لصوت المعارضة التي كانت ضد الأسد في الخارج.
الشرع في زيارته التاريخية لنيويورك لم يكن أحد الرؤساء الذين ألقوا كلمات أمام الأمم المتحدة فحسب، بل قوبل بحفاوة من مجاميع الاستخبارات، إذ حل ضيفًا أيضًا على اثنتين من كبريات المؤسسات التابعة للوبيات ومراكز الأبحاث في أميركا، بجانب فتح أبواب الإدارة الأميركية له عبر لقاء مع ترامب والسيدة الأولى ميلانيا ووزير الخارجية روبيو.
في جلسة نقاش مفتوح، كان محاور الشرع ليس إلا مدير وكالة الاستخبارات المركزية سي آي أي، ديفيد بترايوس، الجنرال السابق الذي كان في الجبهة المقابلة للشرع أيام قتاله ضد الغزو الأميركي للعراق. مضت سنين طويلة لم تتوقع لا أميركا ولا أحد في سوريا أن يكون الشرع، المعروف بأبو محمد الجولاني، المطلوب بل والمعتقل في سجون أميركا حينها، ضيفًا يمثل بلدًا ذا سيادة، معترفًا به دوليًا، ويعوّل الشعب السوري عليه في عملية الخروج من عنق الزجاجة.
تقرير: إبراهيم العادل