2025-09-26
ما يواجهه حلف شمال الأطلسي هذه الفترة يعد تحديا غير مسبوق منذ عقود لمدى صموده أمام التهديدات الشرقية التي تأتي روسيا في مقدمتها، فخلال الأيام الماضية شهدت سماءه عدة اختراقات جوية بمسيرات يقول الناتو إنها روسية، في حين تنفي موسكو مسؤوليتها عن هذه الانتهاكات.
من بولندا إلى إستونيا وصولا إلى الدانمارك، رصد متعدد لخرق المجال الجوي لدول الحلف الشرقية وسط اتهامات أوروبية وأميركية لروسيا بالتجاوزات، كما دعت واشنطن دول الناتو إلى إسقاط المسيرات المشتبه فيها من دون تردد، وأمين الحلف العام أيضا يؤكد على ضمان أمن كل شبر في أراضيه.
لكن ثمة تحديات وعراقيل تواجه الحلف الذي يحاول تأمين شمال المحيط الأطلسي، فالأمر ليس بهذه السهولة.
وقد قال أمين الحلف العام صراحة إن إسقاط المسيرات الصغيرة ذات الكلفة المحدودة يتطلب صواريخ كبيرة تتعدى كلفتها نصف مليون دولار، وهو ما تعجز على تحمله ميزانية الحلف الدفاعية حاليا.
كما أن نقص الكوادر البشرية المدربة يمثل تحديا كبيرا أمام الحلف مع تبدل ديموغرافية الدول الأوروبية وصعوبة تجنيد عناصر مؤهلة لقيادة منظومات الدفاع الحديثة.
ويحاول الحلف حاليا التعلم من أوكرانيا كما يقول أمينه العام، لمواجهة خطر المسيرات مستقبلا عبر استخدام معدات أقل كلفة وأكثر فعالية بعد سنوات من خبرة كييف في مواجهة مسيرات موسكو.
ويعكس الوضع حساسية الموقف الذي تواجهه دول الناتو في ظل مواجهات متوقعة مع روسيا بالتزامن مع الحرب الأوكرانية، حيث تسعى موسكو إلى استهداف البنية التحتية فيها لإحراز مزيد من التقدم الميداني والسياسي.
تقرير: مينا مكرم