Mask
Logo

أخبار-عربية

ضغوط دولية تقترب لسحب سلاح حزب الله

2025-09-29

في وقت يغرق فيه المشهد اللبناني في جدل داخلي حاد حول إضاءة صخرة الروشة بصورة الأمين العام السابق لحزب الله وتحدي قرارات الدولة، تبدو داخل الحزب سلسلة من المعطيات التي تكشف عن انقسام داخلي حتى حول قرار الإضاءة.

ففي الحزب فريق وعد الحكومة بأنه لن يضيء الصخرة، وفريق تحدى الحكومة بإضاءتها، وتكشف المعطيات عن حالة انقسام نادرة بين تيارين أساسيين داخل بنية الحزب القيادية، التيار الأول هو جناح التهدئة والتسوية، يقوده نعيم قاسم ورئيس كتلة الحزب النيابية محمد رعد، ويدعمه رئيس مجلس النواب نبيه بري.

ويميل هذا الفريق إلى تبني خطاب هادئ، ويراهن على التفاهمات والحوارات، ويرى أن المرحلة تتطلب خفض التوتر والانفتاح على تسويات داخلية وخارجية، أبرزها ما ألمح إليه قاسم في تصريحاته عن السعودية.

بل إن هذا الفريق لا يمانع، وفقاً للمصادر، في بحث إمكانية تسليم السلاح جنوبي الليطاني بما ينسجم مع مقتضيات القرار 1701، في محاولة لكسب الوقت وحماية الحزب من حرب شاملة.

في المقابل، يقود المسؤول الأمني في الحزب وفيق صفا ومعه قيادات عسكرية تيارا أكثر تشددا، يدفع نحو خيارات أكثر صدامية سواء داخليا مع الخصوم السياسيين أو خارجياً مع إسرائيل.

ويرى هذا الفريق أن التهدئة تضعف صورة الحزب كرادع إقليمي، ويعتبر أن الاستفادة من لحظة الدعم الإيراني، خاصة في ظل التوتر المتصاعد في الإقليم، تمثل فرصة لإعادة فرض شروطه بالقوة إن لزم الأمر.

وبين هذين التيارين يتحرك الحزب في لحظة دقيقة، لا يمكن فيها إغفال أثر اغتيال أمينه العام قبل عام وما خلفه من فراغ رمزي وقيادي، الأمر الذي فرض إعادة رسم الاستراتيجية من جديد.

ومن أكثر النقاط حساسية ما تسرّب عن نيّة داخل بعض دوائر الحزب لتوجيه ضربة استباقية ضد إسرائيل، والرهان على عنصر المفاجأة.

لكن هذه المغامرة إن حصلت تحمل مخاطر كبيرة، فالرد الإسرائيلي قد لا يكون محدودا، خاصة أن تل أبيب تستعد لمرحلة جديدة وتبحث عن نصر ميداني يعزز موقع قيادتها.

كما أن أي تصعيد مفتوح قد يؤدي إلى تدمير ما تبقى من البنية التحتية اللبنانية، في ظل غياب واضح لأي شبكة أمان دولية.


تقرير: فؤاد مشيك


Logo

أخبار ذات صلة