2025-09-29
لم يولد جيل زد من رحم الكتب، بل من رحم الشاشات، جيل يرى العالم من نافذة الهاتف ويقيس مستقبله بعدد الفرص التي لا تأتي، وفي المغرب خرج هذا الجيل تحت شعار جيل زد 212، لا ليهتف ضد الملكية، بل ليذكر الدولة أن الاستقرار بلا تعليم وصحة وفرص عمل مجرد فراغ مزخرف.
بدأت الحكاية على تطبيق ديسكورد، آلاف الشباب التحقوا بغرفة افتراضية حملت اسم صوت الشباب المغربي، ليتحول النقاش حول المدرسة الفارغة والمستشفى المعطوب وسوق العمل المسدود إلى موعد في الشارع، مسيرة الشباب المغربي كما سميت على بعض الملصقات رفعت شعار السلمية واللاعنف، وحذرت حتى من أي شتيمة بحق رجال الأمن.
لكن وزارة الداخلية سبقتهم بخطوة، أغلقت الباب ببلاغ المنع الكلي، وكأنها تقول إن الشارع ليس ساحة نقاش، ورغم ذلك اجتاح جيل زد يومي 27 و28 سبتمبر الجاري شوارع الرباط والدار البيضاء ومراكش وأغادير، هناك انقلب المشهد، شباب يرفعون شعارات الصحة أولا، يقابلهم طوق أمني مكثف واعتقالات وصلت إلى المئات.
في الدار البيضاء تحولت الأزقة إلى مطاردة مفتوحة، وفي الرباط طوقت ساحة باب الأحد قبل أن يقترب منها المحتجون، أما في أغادير فكان المشهد أشبه بمرآة لصرخة المدينة نفسها بعد فضيحة مستشفى الموت.
اللافت أن بعض السياسيين خرجوا بدورهم وسط الشباب، أصوات يسارية نادت بالكرامة والعدالة الاجتماعية، لتكشف أن الاحتجاج لم يعد مجرد هبة افتراضية، بل مؤشر على تصدع عميق في العلاقة بين الدولة وجيلها الجديد.
تقرير: علي حبيب