في خطاب وصف بأنه الأعنف منذ سنوات، صعد الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى منصة المجلس المركزي في رام الله، لا ليسجل موقفًا عابرًا، بل ليفتح النار مباشرة على حركة حماس.
بغضب بدا جليًا في نبرته، وبكلمات لم تمر مرور الكرام، اتهم عباس حماس بخيانة الأمانة الوطنية، ولم يكتفِ بذلك، بل صعد لهجته بعبارات عامية قاسية، أثارت عاصفة من الجدل في الشارع الفلسطيني.
رد حماس لم يتأخر، فقد خرج القيادي باسم نعيم ليصف تصريحات الرئيس بالمشبوهة، ويتهمه بمحاولة قلب الحقائق وتحميل الشعب الفلسطيني مسؤولية جرائم الاحتلال الإسرائيلي المستمرة.
في المقابل، لم يقتصر التصعيد على الداخل الفلسطيني. فصوت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو زاد المشهد اشتعالًا.
أما في الميدان، ثمة تحركات خلف الستار حيث كشفت صحيفة جيروزاليم بوست عن استعداد وفد إسرائيلي للمغادرة قريبًا للقاهرة لإجراء مفاوضات حول صفقة تبادل أسرى، بالمقابل قالت وكالة رويترز الأربعاء عن مصدرين أن وفد حماس سيبحث في مصر مقترحًا جديدًا لإبرام هدنة مطولة لمدة تتراوح بين 5 إلى 7 سنوات بعد إطلاق سراح جميع الأسرى المحتجزين في غزة ووقف القتال.
بينما تواصل حماس تمسكها بموقفها الرافض لوقف مؤقت لإطلاق النار، ما يعقد جهود الوساطة التي تقودها مصر وقطر، وفي ظل هذه المواقف المتصلبة، يبقى المواطن الفلسطيني في غزة هو الخاسر الأكبر، ويدفع الثمن. فيما تتقاذف الأطراف الاتهامات والرهائن، تبقى آمال التهدئة حائرة بين الرغبة في السلام، وشبح استمرار جولات العنف والدمار.
تقرير: مالك دغمان