2025-06-28
غزة على صفيح ساخن... "التصعيد الأخير" بعيون إسرائيل، والفوضى تتفاقم جنوب القطاع.
في وقت تتصاعد فيه حدة الحرب في قطاع غزة، أكدت مصادر عسكرية إسرائيلية أن الجيش يستعد لإطلاق حملة عسكرية جديدة تحمل اسم "التصعيد الأخير"، وذلك بموافقة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية.
وتهدف هذه الحملة إلى توجيه ضربة قاسية لما تبقى من قدرات الفصائل الفلسطينية، فيما يُعتقد أنه سيكون الفصل الأخير من الحرب... أو على الأقل كذلك تصفه الرواية الإسرائيلية.
وبحسب المعلومات، فإن الجيش الإسرائيلي قرر إعادة اللواء الخامس إلى غزة بعد انسحابه في 13 يونيو إثر التصعيد مع إيران.
وتأتي هذه العودة وسط مؤشرات على استعدادات ميدانية مكثفة داخل قطاع غزة.
لكن بينما تتجه الأنظار إلى التطورات العسكرية، تعيش غزة داخليًا حالة من الفوضى المتفاقمة.
من جهتها، دانت منظمة "أطباء بلا حدود" خطة الغذاء الأميركية – الإسرائيلية التي أُطلقت قبل نحو شهر في غزة، ووصفتها بأنها "انتهاك متعمد لكرامة الفلسطينيين"، معتبرة أنها "ليست توزيعًا إنسانيًا، بل مجزرة مقنّعة".
في المقابل، أبدى الرئيس الأميركي دونالد ترامب تفاؤله بإمكانية التوصل إلى وقف لإطلاق النار خلال أسبوع، واصفًا الوضع في غزة بـ "المروع للغاية".
ترامب أشار إلى جهود تجري خلف الكواليس مع أطراف معنية، وأكد أن بلاده تقدم مساعدات غذائية كبيرة في المنطقة، رغم أنها "غير منخرطة مباشرة في الحرب".
أما في إسرائيل، فتتزايد الضغوط الداخلية مع تصاعد تحركات ذوي الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة.
ودعت هيئة عائلات الأسرى إلى مظاهرات جماهيرية تحت شعار: "نعيد المختطفين وننهي الحرب"، مشددة على أن اللحظة الحالية مناسبة للتوصل إلى صفقة شاملة، تنهي الحرب وتعيد الأسرى دفعة واحدة، بدلًا من سياسة الصفقات الجزئية التي سادت في السابق.
هكذا تقف غزة اليوم على حافة جديدة من الدمار... بين تصعيد عسكري وشيك، وفوضى داخلية تعصف بما تبقى من المؤسسات، وأمل خافت بأن تكون هذه المرحلة... "الأخيرة".
غير أن سكان غزة، ممن خبروا حروبًا كثيرة، يدركون جيدًا أن النهاية في هذه الأرض... لا تأتي بسهولة، ولا بلا ثمن.
تقرير: فؤاد مشيك