Mask
Logo

أخبار-عربية

فنزويلا تكشف عن ترسانة صواريخ روسية لتعزيز دفاعاتها

2025-10-23

في مشهد يذكر بأجواء الحرب الباردة، أعلن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو عن امتلاك بلاده خمسة آلاف صاروخ أرض جو روسي الصنع من طراز إيغلا-إس، رقم يفوق توقعات الكثيرين، خاصة لدولة تعاني من أزمات داخلية خانقة ومتعددة.

هذا العدد الضخم من الصواريخ يثير تساؤلات جوهرية: ماذا يعني امتلاك فنزويلا لهذا الكم الهائل من الأسلحة؟ وما الدوافع الحقيقية وراء هذا الإعلان؟

صاروخ إيغلا هو صاروخ أرض جو روسي الصنع، يحمل على الكتف وموجه بالأشعة تحت الحمراء، يصل مداه إلى خمسة كيلومترات. وتعتبر صواريخ إيغلا الروسية خطراً مميتاً على مختلف أنواع الطائرات، خصوصاً أن أجهزة التشويش الراداري لا تستطيع إبطال عملها.

سياسياً، لا يمكن لهذا الإعلان أن يمر مرور الكرام. فهو رسالة قوية ومباشرة، لا تستهدف فقط الولايات المتحدة الأميركية، التي اعتُبرت فنزويلا ساحة عدو رئيسي لها، بل أيضاً لكل من يعتقد أن فنزويلا قابلة للانهيار، دولة مزودة بأسلحة روسية متطورة يمكن أن تكون قادرة على تغيير معادلات القوة في المنطقة.

لكن وراء هذا العدد الكبير من الصواريخ، تكمن لعبة سياسية أعمق. فهذه الصواريخ لا تُستخدم فقط كوسيلة دفاعية، بل كأداة تفاوض واستراتيجية ابتزاز سياسي، تعزز موقع مادورو داخلياً وخارجياً، وتمنحه ورقة ضغط مهمة في المحافل الدولية.

كما يعكس هذا الإعلان بوضوح عمق التحالف بين موسكو وكاراكاس، حيث تتحول فنزويلا إلى منصة استراتيجية روسية في قلب أميركا اللاتينية، في تحد مباشر ومحسوس للنفوذ الأميركي التقليدي في المنطقة.

في نهاية المطاف، بين صواريخ مادورو والواقع السياسي المعقد، تبقى فنزويلا على مفترق طرق حاسم: هل أصبحت حصناً يصعب اقتحامه، أم أن هذا الإعلان ما هو إلا استعراض تهديدات لتعزيز صورة النظام في مواجهة التحديات الداخلية والخارجية؟


تقرير: لافا أسعد

Logo

أخبار ذات صلة