2025-10-23
تشهد العلاقات الأميركية الإسرائيلية هذه الأيام ماراثون دبلوماسياً مكثفاً، بدأ بزيارة المبعوثين الأميركيين ستيف ويتكوف وجاريد كوشنير إلى إسرائيل، مروراً بنائب الرئيس الأميركي جي دي فانس، ووصولاً إلى وزير الخارجية ماركو روبيو. تحمل هذه الزيارات المتلاحقة رسالة واحدة، الوقت ينفد وخطة ترامب لا تحتمل المزيد من التسويف.
الجسر الجوي المكثف على مستوى عالٍ من المهام والمناصب يحمل دلالات واضحة، أولها ضبط إيقاع إسرائيل وعدم خروجها عن الاتفاق، والتأكيد على التزام حماس بتنفيذ الاتفاقية الحالية. وفي الوقت نفسه، تعكس الزيارات قلق واشنطن من احتمال تراجع رئيس الوزراء الإسرائيلي عن التزامه بخطة ترامب نتيجة الضغوط والوعود التي قطعها لليمين المتطرف، في حين تسعى الإدارة الأميركية إلى الحفاظ على دور الوسطاء العرب مثل أنقرة ومصر والدوحة لضمان السير بالاتفاقية.
مع زيارة روبيو، تم التأكيد على عدم إضعاف نتنياهو أمام المعارضة، وسط تحليلات تشير إلى أن إسرائيل أصبحت في نظر بعض المحللين شبه تابعة للولايات المتحدة. وبين الرغبة الأميركية في التقدم بخطة ترامب، وإصرار نتنياهو على خطوطه الحمراء، اختارت واشنطن أسلوب الحضور الدائم كاستراتيجية مراقبة ودفع لضمان عدم التراجع الإسرائيلي تحت ضغط العصا الناعمة، في لعبة المماطلة التي يجيدها نتنياهو.
يشكل هذا الجسر الجوي الدبلوماسي محاولة لتثبيت اتفاق هش، حيث يسابق المبعوثون الأميركيون الزمن للوصول إلى المرحلة التالية من الاتفاق، رغم التعقيدات الناتجة عن ضغوط اليمين المتطرف وتحفظات المعارضة الإسرائيلية، في محاولة لإتمام إنجاز سريع في الشرق الأوسط على حساب مخاوف الأمن الإسرائيلي.
مراسلة شمس: أنسام سلمان