2025-06-04
قُتل 27 شخصا الثلاثاء في جنوب غزة بعدما أطلق جنود إسرائيليون النار قرب مركز لتوزيع المساعدات الإنسانية مدعوم من الولايات المتحدة، في واقعة أعلن الجيش الإسرائيلي أنه فتح تحقيقا بها.
إلى ذلك فقد سارع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى "إدانة" إطلاق النار، معتبرا أنه "من غير المقبول أن يخسر مدنيون حياتهم لمجرد أنهم يسعون الى الحصول على غذاء"، ومكررا الدعوة لإجراء تحقيق مستقل في ما جرى.
من جهته، قال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك إنّ "الهجمات الموجهة ضد مدنيين تشكل خرقا جسيما للقانون الدولي وجريمة حرب".
كما أعلن محمود بصل المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة أنّ "27 شهيدا وأكثر من 90 مُصابا نقلوا إلى مستشفى ناصر بخان يونس وهي حصيلة المجزرة بحق المواطنين الذين ينتظرون المساعدات الأميركية قرب دوار العلم قرب منطقة المواصي غرب رفح".
وقال بصل إن "قوات الاحتلال الإسرائيلي أطلقت النار من الدبابات والطائرات المسيّرة على آلاف المواطنين الذين تجمّعوا منذ فجر اليوم قرب دوار العلم... كانوا في طريقهم إلى مركز المساعدات الأميركي في رفح للحصول على مساعدات غذائية".
وقد أكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر مساء الثلاثاء مقتل 27 شخصا، وذلك في بيان لم تشر فيه إلى الجيش الإسرائيلي.
من جهة ثانية، أفاد الدفاع المدني في غزة بمقتل 19 فلسطينيا في هجمات أخرى فيما تواصل إسرائيل تكثيف عملياتها وشن غارات وعمليات قصف وتدمير في مختلف أنحاء القطاع.
في المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه يحقق في حادثة وقعت الثلاثاء وأطلقت خلالها قواته "عيارات نارية تحذيرية" باتجاه سكان في غزة قرب مركز لتوزيع المساعدات.
وقال المتحدث باسم الجيش إيفي ديفرين في بيان متلفز "في وقت سابق اليوم، أطلقت القوات (الإسرائيلية) عيارات نارية تحذيرية على بعد حوالى نصف كيلومتر من منطقة توزيع المساعدات، باتجاه مشتبه بهم كانوا يقتربون في شكل عرّض سلامة الجنود للخطر. يجري التحقيق في الحادثة، وسنكشف الحقيقة".
من جهته أعلن البيت الأبيض أنه "ينظر في مدى صحة" معلومات تحدثت عن إطلاق نيران وسقوط قتلى قرب مركز المساعدات.
وفي مستشفى ناصر، كان زوج وأولاد ريم الأخرس التي قُتلت في دوار العلم، في حالة حزن شديد.
وقال ابنها زين بينما كان يبكي فوق جثّتها التي لُفّت بغطاء أبيض، "كيف أتركك يا أمي؟". وأضاف "ذهبت تحضر لنا بعض الطعام وهذا ما حصل لها".
ويقع دوار العلم على بُعد نحو كيلومتر واحد من مركز توزيع أقامته "مؤسسة غزة الإنسانية" بالتعاون مع إسرائيل. وتدير المؤسسة ذات التمويل الغامض شركة أمنية خاصة أميركية وقد رفضت الأمم المتحدة وهيئات إغاثة أخرى التعاون معها قائلة إنها لا تحترم المبادئ الإنسانية الأساسية وإنّ غايتها تنفيذ أهداف إسرائيل العسكرية في غزة.