2025-09-22
لحظات استثنائية من الفرح تجلت أمام السفارة الفلسطينية في لندن، تختصر في مشهد واحد كل المشاعر الوطنية والإنسانية، مزيجا من الأمل والانتماء.
فبعد عقود من الانتظار، جاء الاعتراف البريطاني بالدولة الفلسطينية، من الدولة نفسها التي أعطت يوما وعد بلفور لليهود بإقامة وطن في فلسطين، في مفارقة تكشف كيف يتبدل مسار السياسة عبر الزمن.
اعتراف وصفه الفلسطينيون بالتاريخي، لكنه في ميزان السياسة لا يقيم دولة، ولا يغير الواقع على الأرض، ومع ذلك، الفرحة هنا مرتبطة بالأمل، لكنها تصطدم بواقع معقد، تختلط فيه الرمزية بالانتظار، والفخر بتساؤلات معلقة.
فالاعتراف البريطاني يضع توقيعا جديدا في دفتر السياسة، ويفتح نافذة قد تليها اعترافات أوروبية أخرى، ولكن الفلسطينيين يعرفون أن دولتهم لا تُبنى بالتصريح، بل بقدرتهم على تحويل الاعتراف إلى واقع ملموس، عبر تواصل الجهود، واستمرار المفاوضات، والمواقف السياسية المدروسة.
ومن أمام السفارة الفلسطينية في لندن، تتجسد الفرحة كرمز أكثر من كونها نهاية طريق، وهنا يرفع الفلسطينيون أعلامهم كأنهم يرفعون حلمًا مؤجلا منذ قرن، يتطلعون إلى غد تتجاوز فيه الرموز حدود الاحتفال، لتتحول إلى واقع يعيد للوعد معنى جديدا.
تقرير: علا شفيع