أكثر من عامين من الحرب لم تحقق الأهداف المعلنة لحرب إسرائيل على غزة، رغم ذلك تمضي حكومة بنيامين نتنياهو في مسار قد يتحول إلى فخ استراتيجي يعرض قواتها في غزة إلى حالة استنزاف دائمة، عدا عن كونه يعمق عزلة إسرائيل التي تواجه ضغوطاً دولية متزايدة على خلفية المجاعة في القطاع.

خمسة مبادئ يقرها المجلس الوزاري المصغر، تقود بداية إلى احتلال مدينة غزة ضمن خطة قدمها نتنياهو ستؤدي إلى احتلال القطاع بأكمله، تلك المبادئ تشمل نزع سلاح حماس وتحرير الأسرى وتشكيل إدارة مدنية لإدارة القطاع لا تتبع حماس أو السلطة الفلسطينية.

في الداخل الإسرائيلي، وخلافاً للجدل بين الحكومة والمؤسسة العسكرية بشأن التداعيات، تعتقد المعارضة أن القرارات داخل الحكومة باتت تتخذ على خلاف الاعتبارات الأمنية وأهداف الحرب، وأن نتنياهو يعمل بدافع حسابات سياسية شخصية لتفادي انفجار حكومته من الداخل، بعد أن تحولت إلى حكومة أقلية، إذ يرون أن نتنياهو يقع تحت ضغط وزيري المالية والأمن القومي اللذين يصران على توسعة العملية العسكرية.

دولياً عمق قرار احتلال غزة عزلة الحكومة الإسرائيلية، العديد من الدول بينها بريطانيا وتركيا والصين وأستراليا رفضت الخطوة، في حين حذر الاتحاد الأوروبي من أنها ستكون لها عواقب واضحة على مستوى علاقات التكتل بإسرائيل، أما برلين فقد اتخذت خطوة غير مسبوقة منذ بدء الحرب، تمثلت في وقف توريد أي أسلحة إلى تل أبيب يمكن استخدامها في قطاع غزة، في وقت حذرت فيه الأمم المتحدة من عواقب كارثية على ملايين الفلسطينيين

SB - أليساندرا فيلوتشي المتحدثة باسم الأمم المتحدة في جنيف.

وسط الموقف الدولي الذي بدا موحداً ضد مساع إسرائيل لاحتلال غزة، قوبل هذا التصعيد بتجاهل واضح أميركياً، حيث اعتبر الرئيس دونالد ترامب أن احتلال غزة يعتمد إلى حد كبير على إسرائيل، وذاك تصريح عدّه كثيرون ضوءاً أخضر أميركياً لتوسيع الصراع في غزة.

تقرير: نادر علوش