Mask
Logo

أخبار-عربية

نزوح متسارع من شمال ووسط مدينة غزة نحو الغرب

2025-09-02

في لحظة تتقاطع فيها الدبابات مع خرائط الأمم، وتلتقي صرخات الأطفال تحت الركام مع بيانات عسكرية باردة، تعود غزة إلى واجهة العالم كجغرافيا للعقاب الجماعي وساحة لاختبار نظريات الحسم.

جباليا البلد وجباليا النزلة والصفطاوي والشجاعية والزيتون والتفاح والصبرة كلها أسماء تكتب بالنار، الناس يخرجون تحت القصف، لكن السؤال يطاردهم، إلى أين الوجهة؟

ومع إعلان مدينة غزة منطقة عمليات عسكرية، بدأت موجة جديدة من النزوح نحو غرب المدينة باتجاه مخيم الشاطئ والرمال الجنوبية والشمالية، لتتحول رحلة النزوح نفسها إلى عقوبة إضافية ليس معنوية فقط بل مادية أيضا.

ويتطلب الانتقال من مدينة غزة إلى غربها 300 دولار، بعد أن كان لا يتجاوز 3 دولارات قبل الحرب، والعمليات العسكرية تقترب أيضا، فالتفكير يبدأ بالمكان التالي، لكن ما تبقى من وسط القطاع متخم حتى آخر خيمة، أما الجنوب فلم يعد يتسع لأنفاس جديدة، والبحر ليس مخرجا، وإذا استطعت الوصول فلن تجد أرضا لترفع خيمة واحدة، والتي تكلّف اليوم أكثر من 1300 دولار، أما الشقة إن وجدت، تؤجر الآن بنحو 800 دولار.

ولم يعد النزوح هنا مجرد هروب من القصف، بل عبء اقتصادي ونفسي ينهك من تبقى، فـ90% من السكان تحت خط الفقر، و83% بلا عمل، لتتحول كل محاولة للبقاء إلى جولة جديدة في معركة بلا أفق.

جدعون 2 ليس تفصيلا لغويا، إنه استدعاء لرمز تاريخي، بطل توراتي يهزم خصومه بالقليل من الموارد، لكن في غزة القليل يعني حياة كاملة تُسحق.


تقرير: علي حبيب


Logo

أخبار ذات صلة