2025-07-29
في اليوم الثاني من مؤتمر الأمم المتحدة برعاية سعودية-فرنسية بشأن التسوية السلمية للقضية الفلسطينية، تبلور زخم استثنائي نحو تجسيد حل الدولتين كخيار لا رجعة فيه، وسط غياب لافت لإسرائيل والولايات المتحدة، وصدور مواقف أكثر وضوحًا من أطراف دولية وإقليمية وازنة.
المؤتمر، الذي وصفته السعودية بالمحطة المفصلية، شهد دعمًا متزايدًا لمبادرتها بتشكيل تحالف دولي لتنفيذ حل الدولتين، عبر خطوات عملية تتضمن إطارًا زمنيًا واضحًا وخطة دعم اقتصادية وتنموية للفلسطينيين.
وفي تحول لافت، دعا رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى حركة حماس لتسليم سلاحها للسلطة، معتبرًا ذلك مدخلًا لتوحيد الضفة وغزة تحت مظلة سياسية واحدة، بينما شدد وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو على ضرورة وقف الحرب فورًا، قائلًا: "الوقت ليس للمواقف، بل للتنفيذ".
وشهد المؤتمر أيضًا تنسيقًا خليجيًا لافتًا، حيث عقد وزراء خارجية دول مجلس التعاون اجتماعًا خاصًا لدعم المبادرة السعودية، وسط تحذيرات من تفشي المجاعة في غزة بفعل الحصار الإسرائيلي.
في حين طالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بأن يصبح تدفق المساعدات إلى قطاع غزة هائلًا كالمحيط ومن دون عوائق، مؤكدًا أن غزة على شفا المجاعة.
كما أكدت الدبلوماسية السعودية منال رضوان أن المؤتمر لا يُعنى فقط بإصدار بيانات، بل بوضع خطة سياسية موثوقة تعالج جذور النزاع وتؤسس لسلام مستدام.
وفي ظل هذا الحراك الدولي، تقف الولايات المتحدة موقف المتفرج دون اعتراض، في حين يزداد الضغط على إسرائيل التي تواجه عزلة دبلوماسية متنامية، وسط مؤشرات إلى اعترافات غربية مرتقبة بدولة فلسطين قد تقلب المشهد السياسي في المنطقة رأسًا على عقب.
تقرير: علي الموسوي