2025-05-31
بصوت يكسوه الحزن والغضب، علت صيحات مئات العاملات الكادحات، حاملات صناديق الفلفل والطماطم في صورة رمزية لما تجنيه أيديهن بعد عمل يوم شاق، فخرجن في تجمع غاضب وسط شوارع العاصمة التونسية مطالبات بتحسين ظروف العمل وتوفير الحماية الاجتماعية والصحية والمساواة في الأجور، وذلك عقب حادثة مميتة لشاحنة أودت بحياة عاملتين كانتا تسعيان خلف لقمة العيش.
وقد أسفر الحادث عن إصابة نحو 20 شخصا آخرين، بينما لا تتجاوز الأجور الحد الأدنى المنصوص عليه قانونا بالنسبة إلى 92% من العاملات في القطاع الفلاحي، وبذات النسبة لا تتمتع العاملات بالتغطية الاجتماعية، وفق ما أفاد به المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية.
ورغم وجود تشريعات منذ أكتوبر من عام 2024، لدعم وضعية العاملات في القطاع الفلاحي، والتي اعتُبرت خطوة مهمة نحو إنهاء التشغيل الهش وتحسين الوضع الصعب، إلا أنها تبقى غير كافية في ظل عدم تفعيلها على أرض الواقع واستمرار الحوادث القاتلة.
ورغم التحديات التي تواجههن، فإن نضال المرأة التونسية وعزمها على تحقيق ذاتها يبقى مثالا ملهما، ومن هذا المنطلق، فإن دعم العاملات وتوفير بيئة عمل عادلة وآمنة لهن ليس فقط مطلبا حقوقيا، بل شرط أساسي لتحقيق تنمية شاملة ومستدامة في تونس الخضراء.
تقرير: حذام عجيمي