حذرت منظمة الصحة العالمية من ارتفاع معدلات مقاومة المضادات الحيوية في العالم. مقاومة المضادات الحيوية أصبحت تهديدا صامتا يزحف بهدوء نحو العالم، إذ تقتل أكثر من مليون شخص سنويا، من خلال تطور البكتيريا لتصبح قادرة على النجاة من الأدوية المصممة لقتلها، ما يجعل من العدوى البسيطة خطرا حقيقيا على الحياة، فما الذي يسبب هذه المقاومة؟ ولماذا يتفاقم هذا الخطر؟ وكيف يمكن للعالم أن يواجه هذا التحدي قبل فوات الأوان.

تقرير حديث صدر عن منظمة الصحة العالمية لعام 2025 كشف أن واحدة من كل ست حالات عدوى بكتيرية أصبحت مقاومة للعلاج، وأن 40% من العينات من 100 دولة بين عامي 2016 و2023 أظهرت مقاومة متزايدة، والأخطر أن هذه المقاومة تسبب أكثر من 1.27 مليون وفاة في العالم سنويا.

ودائما وفقا لمنظمة الصحة العالمية، يظهر الشرق الأوسط وجنوب آسيا وأفريقيا كأهم مناطق تسجل فيها أعلى معدلات المقاومة، حيث تفشل المضادات في علاج بعض العدوى بنسبة تتجاوز 70%.

أما السبب، فيعود إلى الطفرات الجينية داخل البكتيريا، إضافة إلى الاستخدام العشوائي للمضادات، سواء في الطب أو الزراعة، أو من خلال شراء الأدوية دون وصفة أو استشارة طبية.

دراسات حديثة نشرت في دوريات "نيتشر" و"سيل" تؤكد أن البيئة المحيطة بالبكتيريا، مثل نقص التغذية في الأنسجة، تساعدها على النجاة، ما يعني أن المعركة ليست فقط مع الميكروبات، بل مع الظروف التي تحميها.

حتى أن تيدروس أدهانوم جيبريسوس المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، حذر في بيان له من الصمت، مؤكدا أنه إذا لم نتحرك فقد تصبح عمليات بسيطة مثل اقتلاع ضرس أو الولادة الطبيعية تهدد الحياة، وقد يكون الأمر أكبر أزمة صحية في القرن.

ويبدأ الحل بنا نحن البشر، أولا بعدم تناول مضاد حيوي دون وصفة، والالتزام بإكمال الجرعة كاملة، وعدم استخدام الأدوية المتبقية. أما الدول المشاركة في النظام العالمي لترصد المشكلة، والتي قفز عددها من 25 دولة عام 2016 إلى 104 دول عام 2023، فهي مطالبة بتشديد الرقابة على استعمال الأدوية ودعم البحوث وتوفير المختبرات خصوصا في الدول النامية، لأن ساعة الحسم بدأت.

تقرير: حذام عجيمي