2025-10-04
بينما تنتظر غزة نتائج موافقة حماس على المقترح الأميركي وترحيب البيت الأبيض، يبدو أن الأمور في الحكومة الإسرائيلية تسلك منحى مختلفا، إذ ذكرت القناة الثانية عشرة الإسرائيلية أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وجّه دعوة عاجلة للوزيرين إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش لحضور اجتماع طارئ.
وجاء ذلك بعد استبعاد نتنياهو للوزيرين المتشددين من مشاورات جرت مساء أمس ناقشت موافقة حركة حماس على خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن وقف الحرب في غزة.
إلى ذلك، ذكرت وسائل إعلام مصرية أن القاهرة ستستضيف مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وحماس يومي الأحد والإثنين.
ومع تلقي واشنطن رد حماس على المقترح بإيجابية، تتهيأ الظروف لجولة جديدة من المفاوضات، بينما تتوفر فرصة نادرة لإمكانية وقف الحرب لأول مرة منذ اندلاعها قبل عامين، بعد أن أبدت واشنطن ترحيبا وتفاؤلا كبيرين برد حماس إلى جانب دعوتها الصريحة لإسرائيل لوقف القتال فورا.
ورغم استمرار الهجمات الإسرائيلية، بدت تل أبيب مرغمة على تخفيف حدة القصف بعد دعوة ترامب لوقف القتال، حيث يقول الجيش الإسرائيلي إنه انتقل إلى ما أسماه العمليات الدفاعية فقط، وذلك بتوجيه من القيادة السياسية، مضيفا أنه جمد عملية احتلال غزة.
وفي محصلة مواقف الساعات الأخيرة، سواء من حماس أو إسرائيل أو الوسطاء، فإن الأمور تتجه نحو بدء جولة أولى من المفاوضات، لا تخلو من التعقيد، فرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو فوجئ بموافقة حماس على خطة ترامب حسب ما نقله موقع أكسيوس عن مسؤول إسرائيلي، الذي ذكر أيضا أن حماس وافقت على التفاوض بشأن إعلان ترامب، لكنها لم توافق على حصر المفاوضات في الجزء المتعلق بإطلاق سراح جميع الأسرى.
بينما يتوقع أن يصل ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأميركي إلى المنطقة، يقول الإعلام الإسرائيلي إن نتنياهو عقد مشاورات طارئة على مستويات عليا استُثني منها الوزيران بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، اللذين عبرا عن رفضهما لمقترح ترامب، وذاك استثناء قد يكون مؤشرا على جدية نتنياهو في المفاوضات المرتقبة، إذ أن مواقف الوزيرين المتشدّدين لطالما أفشلت جولات التفاوض السابقة، حيث يعارضان بشدة إنهاء الحرب ويدفعان باتجاه احتلال كامل غزة وعودة الاستيطان إليها.
ورغم الإفراط في التفاؤل الذي عبّرت عنه بعض الأطراف، لا سيما واشنطن، فإن المتتبع لسلوك إسرائيل في المفاوضات على مدى العامين المنصرمين يدرك عدم استعداد إسرائيل لتقديم التزامات صريحة بوقف الحرب، لكن الحال بدأ يتبدل مع ما ظهر من تغيير في الموقف الأميركي، فترامب يريد توقيع إنجازين مهمين باسمه، وهما إخراج الرهائن الإسرائيليين من غزة دفعة واحدة وإنهاء الحرب.
تقرير: نادر علوش