Mask
Logo

undefined

جيل زد بالمغرب.. من غرف الدردشة إلى الشارع

2025-10-04

المشهد غير معتاد، المغرب الذي طالما عرف بتركيبة اجتماعية محافظة ونمط احتجاجات تقليدية، اجتاحت شوارع مدنه تظاهرات شبابية أطلقتها حركة مغمورة تعرف باسم "جيل زد 212"، بدأت هذه الحركة من قلب العالم الرقمي، من منصات مثل "ديسكورد" أي "الخطاب" و"تيك توك"، لتنتقل إلى الشارع وهي تحمل مطالب اجتماعية واضحة: العدالة، التعليم، الصحة، وفرص العمل.

وما يميز هذا الحراك ليس فقط صغر سن المشاركين الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و28 سنة، أي ما يمثل أكثر من ربع سكان المغرب، بل أيضا طريقة تنظيمهم اللامركزية واعتمادهم على أدوات تكنولوجية يصعب اختراقها. فلا توجد قيادة معلنة، ولا انتماء سياسي واضح، بل خطاب موحد يدعو إلى الإصلاح تحت سقف الثوابت الوطنية واحترام المؤسسة الملكية كما أكدته بيانات الحركة.

وفي الوقت الذي يعبر فيه "جيل زد" المغربي عن استيائه من سياسات حكومية تفضل الاستعراض الرياضي على تلبية الحاجات الأساسية، تبرز مخاوف من محاولات تضليل إعلامي وانتشار فيديوهات مفبركة قد تؤثر على سلمية الحركة.

ويقول خبراء مغاربة إن هذا الحراك يعكس تحولا عميقا في ديناميكيات المشاركة الاجتماعية، فجيل نشأ في بيئة رقمية بالكامل، معتاد على التعبير الفوري والمطالبة السريعة والتضامن العابر للحدود.

والمغرب ليس وحده ممن اشتعلت شوارعه بالاحتجاجات، ففي نيبال انتفض جيل شبابي أطاح بالحكومة قبل شهر، وفي مدغشقر يطالب "جيل زد" بالتغيير والإصلاح، وصولا إلى إندونيسيا وبيرو التي تشهد احتجاجات عنيفة انطلقت من العاصمة ليما، وفي كل هذه العواصم يعلو صوت واحد: صوت "جيل زد" عالميا، متحدين حول قضايا مشتركة تهم البشرية جمعاء، من الإصلاح السياسي والمساواة والعدالة الاقتصادية إلى التغير المناخي، وكلهم يوظفون الأدوات الرقمية لخلق تضامن يتجاوز حدود البلد الواحد ليصبح عالميا وغير مسبوق.

وبينما تستمر هذه الاحتجاجات، يتساءل المراقبون: هل سينجح هذا الجيل في إحداث تغيير حقيقي من دون الانزلاق إلى العنف أو التسييس؟ ويخشى نشطاء من حملات "شيطنة" خارجية، لكن الأكيد أن جيل زد لم يعد مجرد جمهور على الإنترنت، بل أصبح قوة اجتماعية ضاغطة تتحكم في الحاضر وتطالب بمستقبل مختلف.


تقرير: حذام عجيمي


Logo

أخبار ذات صلة