2025-06-01
في محاولة منه لتلميع صورته المتدهورة، كشفت تقارير إسرائيلية أن وزير المالية اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش يدفع آلاف الشواقل عبر شركة إعلامية لمؤثرين إسرائيليين على مواقع التواصل الاجتماعي مقابل الثناء عليه والترويج له.
في الظاهر، حملة علاقات عامة مدفوعة، لكن في الجوهر أزمة ثقة تتعمق، فبحسب استطلاعات رأي نُشرت مؤخرًا، لا يتجاوز حزب "الصهيونية الدينية" الذي يتزعمه سموتريتش نسبة الحسم، ما يعني أنه قد يختفي من الحكومة إذا أُجريت الانتخابات اليوم.
وتراجع يحاول سموتريتش الهروب من وحله بتصعيد تصريحاته اليمينية علها تجذب له أصواتًا يمينية تخلت عنه، كأن يقول علنًا إن إعادة الرهائن من غزة "ليس هدفًا مركزيًا" للحكومة، أو يروج لمميزات خدمة جنود الاحتياط في الجيش الإسرائيلي وهو أصلا لم يخدم فيه.
والشعبوية اليمينية هي التي تهيمن على عقلية اليميني في إسرائيل، فهو يحاول أن يرمم وضعه عندما يتحدث عن تجنيد الاحتياط، هذا ليس في صالحه ولم يُفهم كما يقوم بن غفير.
ويقتحم بن غفير ويصل إلى كل نقطة، ويطلق تصريحات والكل ينظر لبن غفير على أنه وزير التكتوك، بعكس سموتريتش.
وبعكس سموتريتش المأزوم في استطلاعات الرأي، يرى المراقبون أن رئيس حزب العظمة اليهودية بن غفير، شريك سموتريتش في عقائد اليمين المتطرف، سره أنه ينطق بما يفكر ويؤمن، فهو يضع خطوطًا حمراء لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ويهدد بالاستقالة من حكومته ويفعل، بعكس سموتريتش، وهذا ما يجعل حزب بن غفير يحافظ في كافة استطلاعات الرأي الإسرائيلية على مقاعد تتراوح بين 8 و9 مقاعد إذا جرت الانتخابات اليوم.
ورغم الأموال الطائلة التي يدفعها القطب اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش لتحسين صورته، تبقى قساوة تصريحاته الرافضة لإعادة الرهائن -كأولوية في أهداف الحرب- موقفًا معيبًا لا تمحوها الأموال من ذاكرة عائلات الأسرى الإسرائيليين بسهولة.
تقرير: أنسام سلمان