في قلب الصحراء الكبرى، حكاية عمرها أكثر من نصف قرن وصراع لم تهدأ رياحه بعد، إنها قصة الصحراء الغربية أو كما تعرف باسم صحراء البوليساريو.

ففي العشرين من مايو عام 1973، وُلدت جبهة البوليساريو، والاسم اختصار لعبارة إسبانية تعني الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، تأسست لتقاوم الاستعمار الإسباني، وتحلم بإقامة دولة مستقلة في آخر أراضي إفريقيا المستعمَرة.

لكن سرعان ما تحوّل الحلم إلى نزاع طويل بين الجبهة والمغرب، بعد انسحاب إسبانيا من الإقليم في منتصف السبعينيات، وفي تلك اللحظة التاريخية، نظم المغرب المسيرة الخضراء باتجاه الصحراء لتبدأ فصول جديدة من الصراع.

وأعلنت البوليساريو في المقابل قيام الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، بدعم من الجزائر التي ما تزال تؤكد أن موقفها مبدئي، دفاعا عن حق تقرير المصير، ليعيش بين رمال تندوف، آلاف الصحراويين منذ عقود، ينتظرون تسوية تعيد إليهم الأمل.

وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى عشرات الآلاف يعيشون في ظروف صعبة، جيل وُلد في مدن الصحراء وكبر وهو يسمع أن الحل قريب لكنه لا يأتي.

أما على الجانب الآخر، فيُحكم المغرب السيطرة على نحو 80% من الإقليم محميا بجدار رملي ضخم، وترى الرباط في الصحراء جزءا لا يتجزأ من أراضيها وتعرض حكما ذاتيا كحل واقعي، بينما تصر البوليساريو على استفتاء تقرير المصير تحت إشراف الأمم المتحدة.

وبين هذه الرمال الممتدة من العيون إلى السمارة، تبقى الأسئلة عالقة في الهواء الساخن، هل تكتب الصحراء يوما فصلها الأخير أم أن الرياح ستعيد رسم الحكاية كلما حاول العالم أن يطوي صفحتها.

تقرير: لافا أسعد