قد لا يكون هذا الاجتماع بين إيران ودول الترويكا قديمًا، لكنه اليوم يبدو وكأنه ينتمي إلى زمن آخر، زمن كانت فيه لغة التفاهم ممكنة، قبل أن تتغير ملامح المشهد الإقليمي بالكامل بعد التصعيد الإيراني الإسرائيلي المباشر.

الآن، تتحدث دول الترويكا الأوروبية بلغة مغايرة تمامًا. فبدلًا من التفاهم، هناك تحذير صريح: إيران أمام مهلة تنتهي في نهاية أغسطس للعودة إلى الاتفاق النووي، وإلا فالعقوبات قادمة، وبوتيرة سريعة، عقوبات تسقط اتفاق 2015 بالكامل، بدعم أمريكي واضح، من إدارة تبدو كأنها ما زالت تنتشي بنتائج ضرباتها على المنشآت النووية الإيرانية.

الاتفاق النووي، الذي وُقع عام 2015 بين إيران ودول الترويكا، نص على رفع العقوبات الاقتصادية مقابل قيود صارمة على البرنامج النووي الإيراني،

لكنه تضمن بندًا مثيرًا للجدل يُعرف بـ"العودة التلقائية"، يمنح أي طرف غربي حق إعادة فرض العقوبات الأممية في حال أخلت طهران بالتزاماتها.

الرد الإيراني لم يتأخر، طهران ردت سريعًا، معتبرة أن أي عقوبات جديدة ستكون خرقًا للقانون الدولي، فيما يرى مراقبون أن النظام الإيراني بات يتحسس سياسيًا وأمنيًا واقتصاديًا، وهو يدرك أن المشهد الدولي لم يعد كما كان.

أسابيع قليلة تفصل المنطقة عن مفترق جديد. فإما العودة إلى طاولة المفاوضات، أو الانزلاق نحو دورة جديدة من التصعيد والعقوبات، وربما ما هو أبعد. وهذه المرة، لا يبدو أن أحدًا يملك رفاهية الوقت… أو هامش الخطأ.

تقرير: عمر دواس