Mask
Logo

مجتمع

كوردستان تعرض على بغداد تجربة "روناكي" في الكهرباء

2025-08-12

منذ ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي عانى العراق من أزمة كهرباء مستمرة ومتفاقمة، رغم الإنفاق الهائل على هذا القطاع بعد عام 2003.

وتشير تقديرات رسمية إلى أن العراق أنفق ما بين 60 إلى 81 مليار دولار على الكهرباء خلال عقدين من الزمن، من دون أن ينجح في تأمين الكهرباء.

وعلى النقيض من هذا الواقع، أطلق إقليم كوردستان في أكتوبر 2024 مشروعا طموحا تحت اسم "روناكي" (بمعنى الضوء بالكوردية)، يهدف إلى توفير الكهرباء على مدار 24 ساعة لجميع المنازل والمرافق في الإقليم بنهاية 2026.

ولا يقتصر المشروع على توليد الكهرباء، بل يشمل تحديثا شاملا لشبكات النقل والتوزيع، مع تقنيات متقدمة لتقليل الفاقد من الطاقة.

وبحلول منتصف 2025 استفاد أكثر من 2.7 مليون مواطن في الإقليم من التيار الكهربائي المستمر، أي ما يعادل نحو 40% من سكان الإقليم، مع تقدم مستمر لتوسيع التغطية.

ونجحت حكومة إقليم كوردستان في جذب استثمارات كبيرة من شركات أجنبية كبرى، أبرزها التعاون مع "جنرال إلكتريك فيرنوفا" الأميركية وغيرها من شركات عالمية متخصصة في مجال الطاقة.

وتشمل الشراكات تحديث محطات التوليد الحالية، وإنشاء محطات جديدة تعتمد على الغاز الطبيعي والكهرباء الشمسية، وبناء شبكات نقل وتوزيع ذكية وحديثة، إضافة إلى إيقاف آلاف المولدات الخاصة العاملة بالديزل مما قلل التلوث البيئي بشكل كبير.

كما تتضمن الخطط المستقبلية دمج مصادر الطاقة المتجددة، وخاصة الشمسية، لتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري وتحقيق استدامة بيئية واقتصادية.

ويطمح إقليم كوردستان إلى الوصول إلى تغطية كهربائية دائمة لكل مناطق الإقليم بنهاية 2026، وتطوير بنية تحتية تسمح بتكامل الطاقة الشمسية والطاقات المتجددة الأخرى، وتحسين كفاءة استهلاك الكهرباء وتقليل الفاقد، وخلق فرص عمل وتحفيز الاقتصاد المحلي من خلال مشاريع الطاقة النظيفة.

وبينما يواجه العراق ككل أزمة مزمنة في الكهرباء ناجمة عن الفساد والهدر المالي وضعف البنية التحتية، انتهت بانهيار المنظومة في عموم البلاد، استطاع إقليم كوردستان أن يحول هذه الأزمة إلى فرصة عبر استثمار مدروس وشراكات إستراتيجية دولية.


تقرير: صهيب الفهداوي


Logo

أخبار ذات صلة