Mask
Logo

مجتمع

يوم الشهيد الآشوري: ذاكرة الفاجعة وصمود الهوية

2025-08-07

في السابع من أغسطس من كل عام، تتوقف عقارب الزمن لدى الآشوريين في كل مكان حول العالم، حيث تنبض القلوب بذكرى أليمة كانت شاهدة على صمود شعب خُطّت ملامحه بدماء الأبرياء ممن سقطوا في مذابح لا ينساها التاريخ.

يُعرف هذا اليوم بـ "يوم الشهيد الآشوري"، حيث يستذكر الآشوريون مذبحة سميل، التي ارتُكبت بوحشية منذ تأسيس الدولة العراقية عام 1921، وراح ضحيتها ما يقارب خمسة آلاف آشوري في عام 1933، في بلدة سميل.

لكنّ هذه المجزرة لم تكن الأولى في تاريخ هذا الشعب، ففي عام 1914 قُتل ما يقارب مليون آشوري على يد العثمانيين، إلى جانب مليون ونصف أرمني، في هكاري والمناطق المجاورة.

فبعد توقيع اتفاقية سايكس بيكو، تم تأسيس العراق تحت الانتداب البريطاني، وكان من المفترض أن تُمنح الحقوق القومية للأقليات المظلومة مثل الكورد والآشوريين والأرمن، وفقاً لوعود البريطانيين.

الآشوريون طالبوا بالعيش في مناطق آمنة ضمن إدارة ذاتية، لا سيما في الموصل وسهل نينوى، المرتبطين بتاريخهم العريق، إلى جانب مطالب خدمية وثقافية، لكن عدم تنفيذ تلك الوعود، سواء للكورد أو الآشوريين، أدى إلى ردة فعل تمردية على الحكومة العراقية.

وجاءت مذبحة سميل في السابع من أغسطس عام 1933، لتكون شاهدًا على الجريمة الكبرى التي ارتُكبت بحق هذا الشعب، والتي وقعت أمام أنظار العالم وتحت إشراف القوات الجوية البريطانية والملك فيصل.

الضابط بكر صدقي، وبأوامر من حكومة رشيد علي الكيلاني، قاد سلسلة العمليات العسكرية ضد القرى الآشورية. بين الثامن والحادي عشر من أغسطس، تصاعدت المجازر بدم بارد، قُتل فيها الأطفال والنساء والشيوخ من المدنيين العزل، وتم تدمير أكثر من ستين قرية في لواء الموصل آنذاك (محافظتا دهوك ونينوى حالياً).

وقامت الحكومة العراقية حينها بتصوير هذه المجازر على أنها انتصار عسكري، وتم تكريم الضباط الذين نفذوا هذه الجرائم.

وفي عام 1970، أعلن الاتحاد الآشوري العالمي يوم السابع من أغسطس يومًا للشهيد الآشوري.

وبعد انتفاضة مارس عام 1991 في كوردستان ضد النظام البائد، صدر قرار من برلمان إقليم كوردستان، رقم 47، بتاريخ 28 ديسمبر 1992، باعتبار السابع من أغسطس يومًا للشهيد الآشوري، ويوم حداد قومي، تخليدًا للفاجعة، وتكريمًا لكل ضحايا المذابح التي تعرّض لها الآشوريون، دفاعًا عن هويتهم وحقهم في البقاء.

Logo

أخبار ذات صلة