2025-05-12
أعلن حزب العمال الكردستاني حل نفسه وإلقاء السلاح، بعد أكثر من أربعة عقود من حمله.
تحول كبير يأتي استجابة لدعوة زعيمه عبد الله أوجلان.
منذ تأسيسه لحزب العمال الكردستاني عام 1974، أطلق أوجلان حملة مسلحة من أجل "إقامة دولة كردية".
ووجد كثيرون في هذا الرجل فكراً قومياً انتهج الماركسية واللينينية، وسعى إلى تمدده من تركيا إلى سوريا والعراق وإيران.
صراعات وحروب دامية في تركيا وعند أطرافها، دامت حتى بعد اعتقال أوجلان عام 1999، حيث ظل السجين الوحيد في جزيرة إمرالي في تركيا.
البداية كانت من ديار بكر عام 1978، حين عقد أوجلان مؤتمره الأول، وأعلن تبنيه الكفاح المسلح ضد الدولة التركية، التي اتهمها باضطهاد الكرد.
لكن عام 1978 شكّل منعطفاً في رحلة حزب العمال الكردستاني، عقب وقوع انقلاب عسكري في تركيا، دفع أوجلان إلى الفرار نحو سوريا، التي حصل فيها على دعم حافظ الأسد.
أول معسكر تدريبي أنشأه الحزب في لبنان عام 1982.
ثم بعد عامين، ومع عودته إلى تركيا، شن أولى هجماته المسلحة على مراكز أمنية تركية.
عام 1990 بلغت الصراعات ذروتها، بعدما شنت أنقرة عمليات عسكرية ضد معاقل الحزب في المناطق الجبلية.
وفي واحدة من أكبر العمليات عبر الحدود، أطلقت تركيا عام 1995 عملية عسكرية شمال العراق، استهدفت فيها حزب العمال الكردستاني في جبال قنديل.
نكسة أوجلان كانت في شباط عام 1999، حين نفذت تركيا، بالتعاون مع أجهزة استخباراتية دولية، عملية إلقاء القبض عليه في كينيا، وحاكمته بالسجن مدى الحياة، بعد نقله إلى تركيا.
وعلى مدى عقود، تحول الصراع بين الدولة التركية وحزب العمال الكردستاني إلى أحد أكثر الملفات تعقيداً في المشهد السياسي الإقليمي، والدولي، وحتى الكردي التركي.
وامتدت محاولات الحل السياسي بين عامي 2000 و2015، خصوصاً بعدما أعلن الحزب عام 2003 أنه لا يتبنى مشروعاً انفصالياً، لكنها محاولات باءت بالفشل.
هكذا إذن، يدخل حزب العمال الكردستاني مرحلة جديدة من تاريخه، تحت شعار: توحيد الصف الكردي في تركيا.
دعوة أوجلان تأتي بعد زيارة وفد إمرالي إلى إقليم كردستان ولقاء الرئيس مسعود بارزاني.
الرئيس بارزاني لعب دوراً محورياً في رعاية وهندسة هذه الخطوة، التي قد تغيّر الكثير من مصير الكرد، وتدفع إلى توحيد صفوفهم في أراضيهم، لا سيما في تركيا وسوريا ومناطق أخرى.
تقرير: جنى الدهيبي