2025-05-12
في تحول تاريخي غير مسبوق، أعلن حزب العمال الكوردستاني عن حل نفسه وإلقاء السلاح، في خطوة لاقت ترحيباً واسعاً داخل الأوساط الكوردية والتركية على حد سواء، واعتُبرت تمهيداً لبداية مرحلة سياسية جديدة بين الكورد والدولة التركية.
وفي هذا السياق، قال النائب في البرلمان التركي عن حزب المساواة وديمقراطية الشعوب، كاميران تانهان، في مقابلة مباشرة مع تلفزيون "شمس"، من ولاية ماردين التركية: " عملية السلام التي بدأت بين حزب العمال الكوردستاني والحكومة التركية، أو بين الكورد والترك، مسألة مهمة جداً، والكثير من الكورد يؤيدون هذه الخطوة اليوم".
وأضاف أن "البيان الصادر عن الحزب كان مهمًا جدًا لتركيا، وللشرق الأوسط، ولشمال وجنوب كوردستان، ولكل أجزائه الأربعة"، وفي آمد\ديار بكر استقبلت المسألة بكثير من الإيجابية، مشيراً إلى أن "هذه الحرب كانت بلا معنى، والحمد لله أنها توقفت".
وأكد تانهان أن الحزب قرر أن يبدأ "نضاله السياسي"، وهو ما وصفه بأنه "سيكون مفيداً، خصوصاً بعد أكثر من 100 عام من محاربة الكورد ومحاولة طمس هويتهم"، مضيفاً أن "هذه الخطوة ستؤدي بالدولة التركية على الاعتراف بالكورد ووجودهم".
وحول انعكاسات هذا التطور على الداخل التركي، قال تانهان: "صوت العنف سيتراجع، والسياسة الهادئة ستسود، كما سيعلو صوت حقوق الإنسان، وستتحقق مكاسب كبيرة للثقافة الكوردية والكوردستانية"، مشيراً إلى أن هذه المصالحة التاريخية "ستقلل الضغوط على اللغة الكوردية، وأكرر بأنه كان يومًا تاريخيًا".
كما أثنى النائب التركي على دور الزعيم الكوردي مسعود بارزاني، قائلًا: "فخامة الرئيس مسعود بارزاني لعب دورًا كبيرًا ومهمًا، وما زال مستمرًا في أداء هذا الدور لتوحيد الصف الكوردي"، مضيفًا: "علينا أن نكون موحدين، نثبت مواقفنا، ونتكاتف معًا".
وعن أبرز التحديات التي تعترض تنفيذ الاتفاق، قال تانهان: "في شمال كوردستان، الكورد في تركيا عانوا لأكثر من 100 عام من الظلم، وكثير منهم ما زالوا يقبعون في السجون، أهمهم السيد صلاح الدين دميرتاش، إلى جانب الكثير من السياسيين المعتقلين منذ أكثر من ثلاثين عامًا".
وأردف: "بعضهم لا يُعرف مصيرهم، وبعضهم قُتل ولا توجد حتى قبور لهم، وهذه المسألة تتطلب خطوات عاجلة"، مشددًا على أهمية "تحرير المعتقلين وسنّ قوانين جديدة تحترم حقوق المعتقلين".
واختتم تانهان حديثه بالتأكيد على أن "المسألة لا تخص شمال كوردستان فقط، بل تخص شرق وغرب وجنوب كوردستان أيضاً، وتقع على عاتق جميع الكورد".