2025-09-25
قبل 8 سنوات، حلم كوردستانيّ كاد يتحقق.. في 25 سبتمبر عام 2017، الشعب يقرر مصيره.
التصويت إيجابًا بنسبة 92.7% في الاستفتاء لم يكن صادما، لطالما تمنى شعب كوردستان الوصول إلى هذا اليوم.
كل من كان له حق التصويت، في جميع أنحاء كوردستان بما فيها المناطق الكوردستانية خارج إدارة الإقليم، أدلوا بأصواتهم وهم يرتدون الزّي الكوردي، رافعين علم كوردستان.
ورغم يقين أربيل برفض بغداد داخليًا للاستفتاء، وغضب تركيا وإيران إقليميًا، وتشديد واشنطن على وحدة العراق، صوّت الكورد، لا عنادًا، بل ليقرروا مصيرهم لأول مرة بأنفسهم.
في ذلك اليوم، صوت كلمة "نعم" كان أعلى من أي تهديد. في ذلك اليوم، لم يكن الصوت لاستقلال جغرافي بل لتثبيت حق في الحلم، حتى لو كان الحلم ممنوعًا من الدخول في خرائط السياسة.
حتى الأطفال كانوا يشعرون بقيمته، لأن حكايات قبل النوم بالنسبة لهم كانت عن تاريخ كوردستان.
إقليم كوردستان كان يرى الاستفتاء بداية لسلسلة مفاوضات سلمية مع العراق، أما الأخيرة فجرّمت أربيل، رافضة ممارسة الكورد لأبسط حقوقهم وهو تقرير المصير.
فالعلاقة بين بغداد وإقليم كوردستان لطالما كانت غير سوية على مر الزمان.
بعد سقوط نظام البعث عام 2003، جلست أربيل على طاولة المفاوضات، لا لأنها نسيت دماء شهدائها، بل لأنها فضلت طريق السلام على صوت الرصاص.
شارك الإقليم في وضع الدستور العراقي عام 2005، بعراق فيدرالي، مع الحفاظ على حقوق كوردستان، لكن التجارب أثبتت أن الدستور في بغداد يُقرأ بحسب المزاج، ويُطبَّق بحسب المصلحة الشخصية.
للحرب على الإقليم وجوه متعددة، من الحصة القانونية في الميزانية، إلى تقاسم النفط، والرواتب وقطع قوت شعب.
كلما طالبت أربيل بحصتها قيل عنها طامعة، لكن أربيل لم تدع الحرمان يؤثر فيها، ونمت كوردة في حقل من الشوك.
اليوم، لا يزال الإقليم يحتفظ بـ"نعم" في أرشيفه التاريخي، والشعب الكوردستاني صامد كجباله، شامخ كعلمه.
في 25 سبتمبر عام 2017 كان الكوردي ولأول مرة هو من يكتب، لا من يُكتَب عنه.
تقرير: بنار هشيار