2025-07-23
جبال تكتسي سفوحها بالأشجار والنباتات الخضراء على مدار العام، وسماء لا يغيب عنها السحاب ممطرا كان أو عابرا، والسكان يعيشن بين القمم والسحاب، إنها العمادية.. المدينة الفريدة على قمة جبل.
العمادية ليست القصة، بل ما تحفظه وديانها السحيقة منذ مئات السنين، بجوار جسر أثري قديم يعود تاريخ بناءه إلى إمارة بادينان في القرن الرابع عشر، تدور رحى طاحونة برا عيسى.. منذ 500 عام.
الطاحونة لا يميزها المكان ولا التاريخ فحسب، بل الطريقة القديمة في عملها.
قبل أن تدور الطاحونة، يُحمص سمسم هو الأجود في حقول كوردستان، بفرن لا يعمل إلا بحطب من أشجار الجوز المحلية.
في غرفة مجاورة تدور رحى طاحونة حجرية قديمة، تديرها مياه نبع جارٍ على مدار العام، إذ صممت لصناعة الطحينية، بطريقة تسمح بمرور ماء النبع من تحتها، ليس لتدويرها فقط، بل لتبريدها بما يحافظ على نكهة الطحينية.
القصة والمذاق يجذبان الزبائن من أنحاء متفرقة من العالم، هذا الرجل القادم من فرنسا، وهو لا يزور العمادية بدون شراء الطحينية.
على مدار عقود أنتجت طاحونة برا عيسى مئات الأطنان من الطحينية، واكتسبت شهرة جذبت وسائل الإعلام وزبائن من نوع خاص، سفراء من فرنسا وألمانيا بالإضافة إلى وفود سياحية.
من بين صرير الحجارة، وهمس الماء المتدفق في قلب الجبل، تحفظ وصفة الزمن، وفي وقت تتسابق فيه الآلات، ما زالت هذه الحجارة تدور على إيقاع الحنين، محافظة على نكهة لا تُصنع، بل تُورث جيلًا بعد جيل.
تقرير: صهيب الفهداوي