2025-08-13
تخفي أجواء المرح هذه وراءها مخاطر كبيرة، فما يبدو يوماً صيفياً ممتعاً هنا في مدينة فرانكفورت هو في الحقيقة تأثير لما بات يعرف بالقبة الحرارية التي تحاصر أجزاء من أوروبا والعديد من المناطق حول العالم، بينها الشرق الأوسط، لكن أوروبا باتت أسرع قارات العالم ارتفاعاً في درجات الحرارة، وهي تتعرض لموجات حر متلاحقة وفي وقت مبكر من العام.
يحدث ذلك بفعل انحباس الهواء الساخن فوق أوروبا، ما يؤدي إلى ارتفاع درجات حرارة سطح البحر الأبيض المتوسط بشكل غير اعتيادي، وهو ما يشكل ظاهرة القبة الحرارية، لكن ذلك لا يحدث بفعل ظواهر لا يمكن التحكم بها، إنما بفعل أنشطة بشرية هي السبب الرئيسي في تغير المناخ.
تغير المناخ هو العامل الرئيسي وراء موجات الحر، والأدلة على ذلك دامغة، لا شك في ذلك، فنحن نعلم أنه طالما استمر حرق الوقود الأحفوري وإطلاق ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، فسنشهد ارتفاعاً في درجات الحرارة، وستزيد احتمالية حدوث موجات حر شديدة.
يؤجج تغير المناخ مجموعة من الظواهر الجوية المتطرفة حول العالم، من الفيضانات والعواصف إلى الجفاف والحرائق، لكن التغيير الذي يحدثه بوضوح هو موجات الحر الشديدة، ووفق علماء المناخ سيدفع الاستمرار في إطلاق انبعاثات ثاني أكسيد الكربون درجات الحرارة العالمية إلى منطقة مجهولة في السنوات المقبلة، ويخشى العلماء من أن البحار والمحيطات قد تصل إلى حدود قدرتها على امتصاص الحرارة، ما يعني المزيد من الحرارة العالقة في الغلاف الجوي.
تلك ظواهر تحذر المنظمة العالمية للأرصاد الجوية من أنها ستصبح أكثر تواتراً وحدة بفعل التغير المناخي الناتج عن النشاط البشري، فيما أطلقت الأمم المتحدة على موجات الحر الشديدة هذه لقب القاتل الصامت، وهي تحذر من أن 175 ألف شخص يموتون سنوياً فقط في أوروبا بسبب درجات الحرارة.
تقرير: نادر علوش