تمتلك منصة تيك توك واحدة من أكثر أنظمة الهدايا الرقمية ربحا على الإنترنت، حيث تُظهر التقديرات الحديثة أن المستخدمين أنفقوا ما يقارب 6.5 مليار دولار على الهدايا الافتراضية خلال عام 2023 فقط.

لكن ما لا يُعرف على نطاق واسع هو أن هذه التدفقات المالية الضخمة أصبحت، وفقا لتقارير وتحقيقات دولية، بابا خلفيا لغسيل الأموال واستغلال المبدعين، خصوصا في البثوث المباشرة.

التحقيقات أوضحت أن المنصة تحتفظ بحصة كبيرة من قيمة هذه الهدايا، إذ تصل عمولتها إلى ما بين 50 و70% من قيمة المبالغ المرسلة في بعض الحالات، بينما يحصل صانعو المحتوى على أقل من نصف القيمة الفعلية.

أما في الولايات المتحدة، فقد فتحت ولاية يوتا تحقيقا قضائيا ضد تيك توك، متهمة المنصة بالسماح بعمليات مالية مشبوهة عبر ما يُعرف بمشروع “Jupiter” الخاص بالبث المباشر.

المدعي العام في الولاية أشار إلى أن المنصة حصلت على ملايين الدولارات من هدايا المستخدمين في الولاية وحدها، وطالب باسترداد مبالغ تفوق 300,000 دولار كمقدمة لإجراءات أوسع.

ورغم أن التحقيق لم يحدد بعد حجم الأموال المغسولة بدقة، فإن الخبراء يؤكدون أن النظام المالي للهدايا داخل تيك توك يمثل بيئة خصبة لاستغلال الثغرات، خاصة في الدول التي لا تخضع فيها التحويلات الرقمية لرقابة صارمة.

وبينما تواصل تيك توك نفي الاتهامات، يبقى السؤال مفتوحا، هل تستطيع المنصة الأشهر في العالم أن تقنع العالم بأنها مجرد مساحة ترفيهية بريئة، أم أن وراء تلك الهدايا الافتراضية مليارات تُغسل على الهواء مباشرة.

تقرير: محمد أحمد