2025-10-28
هل لاحظت أن أمك أو جدك أو أحد أقاربك في السبعين يقضي الصباح يحدق في هاتفه، يتنقل بين فيسبوك ويوتيوب، يضحك على مقاطع قصيرة، ويرسلها إلى جميع مجموعات العائلة، ثم يعتب عليك إن لم تتفاعل؟
هذا لم يعد مشهدا طريفا أو عابرا، بل ظاهرة متنامية جعلت كبار السن ضحايا جددا لإدمان الشاشات، من شأنها أن تدفع البعض إلى التفكير بإنشاء مراكز لعلاج الإدمان الرقمي خاصة بهم.
فبحسب هيئة Ofcom البريطانية، يقضي من تجاوزوا الخامسة والسبعين أكثر من خمس ساعات ونصف يوميا أمام التلفزيون، أي خمس ساعات أكثر من الشباب، ومع انتشار الهواتف الذكية يضيفون ثلاث ساعات أخرى على الإنترنت، متفوقين بذلك على جيل المراهقين في إجمالي الوقت أمام الشاشة.
ويقول الدكتور ابست فاهيا من مستشفى ماكلين بجامعة هارفارد إن "بعض كبار السن يعيشون حياتهم الآن عبر هواتفهم تماما كما يفعل المراهقون".
فجيل المتقاعدين الجدد الذي عرف الإنترنت منذ منتصف العمر أصبح من أكثر الفئات شغفا بالتكنولوجيا، لكن الوحدة والفراغ وقلة الحركة تصنع وصفة مثالية لقضاء ساعات أمام الشاشة.
ومع غياب الرقابة الأسرية التي تحد من استخدام الشباب، يعيش كثير من المسنين وحدهم دون من يلاحظ سلوكهم الرقمي.
ورغم ذلك يرى فاهيا أن الصورة ليست قاتمة بالكامل، فما يضر المراهقين قد ينفع الكبار، إذ يصبح الهاتف لكبار السن وسيلة تواصل لا مصدر عزلة، يعيد ربطهم بالعائلة والعالم الذي يبتعد عنهم ببطء.
تقرير: محمد منيمنة