2025-07-15
تعيش السياحة في المغرب مرحلة انتعاش قوية، حيث تشير المعطيات الصادرة عن وزارة السياحة إلى أن المملكة تسير بخطى ثابتة نحو تحقيق رقم قياسي جديد في عدد الزوار خلال العام الجاري. ومن المتوقع أن يبلغ عدد السياح الوافدين إلى المغرب عشرين مليون زائر، وهو ما يشكل إنجازا غير مسبوق في تاريخ القطاع، خاصة بعد أن تمكنت المملكة في العام الماضي من استقبال حوالي سبعة عشر مليون سائح، بزيادة تقدر بعشرين في المئة مقارنة بسنة 2023.
هذه الأرقام تعكس الديناميكية الإيجابية التي يعرفها القطاع، بدعم من الموسم الصيفي النشط، والتحسن الملحوظ في مؤشرات الجذب السياحي.
وقد تمكن المغرب من فرض نفسه كأول وجهة سياحية في القارة الإفريقية، بفضل موقعه الجغرافي المميز، وتنوع عروضه السياحية التي تجمع بين الطبيعة الجبلية والصحراوية والشواطئ الممتدة، إلى جانب الموروث الثقافي الغني والمتنوع، ما يجعل الأهداف المسطرة في خريطة الطريق الحكومية، التي تستهدف استقبال ستة وعشرين مليون سائح بحلول سنة 2030، تسير في الاتجاه الصحيح.
وتعزى هذه الطفرة في الأداء السياحي إلى مجموعة من العوامل، أبرزها الاستقرار السياسي والأمني الذي تعيشه البلاد، والانفتاح الاقتصادي الذي شجع الاستثمارات الأجنبية في القطاع الفندقي والبنية التحتية السياحية، إضافة إلى المجهودات التسويقية التي تبذلها المكاتب الوطنية للسياحة للترويج للمغرب كوجهة مفضلة لدى الأسواق الأوروبية والناشئة، إلى جانب مساهمة رقمنة الخدمات السياحية، وتوسيع الربط الجوي مع عدد من العواصم العالمية، في تسهيل تدفق السياح وتنويع الجنسيات الزائرة.
ولا يمكن الحديث عن السياحة في المغرب دون التوقف عند الدور الكبير الذي تلعبه الجالية المغربية المقيمة بالخارج، والتي تعد من أهم روافد السياحة الوطنية، خصوصاً في فصل الصيف، حيث يبلغ عدد أفراد الجالية حوالي ستة ملايين شخص، وهو ما يشكل دعماً كبيراً للاقتصاد الوطني من خلال الاستهلاك المباشر في مختلف القطاعات، من نقل وفندقة وتموين وخدمات.
وإذا كانت الأرقام والمؤشرات الحالية تدعو إلى التفاؤل، فإن الطموحات الحكومية لا تقتصر فقط على زيادة عدد الزوار، بل تشمل أيضا تحسين جودة الخدمات السياحية، وتعزيز تجربة السائح من خلال تطوير العرض السياحي وجعله أكثر استدامة وتنوعاً.
وينتظر أن يشكل قطاع السياحة في السنوات القادمة أحد الأعمدة الأساسية للنمو الاقتصادي بالمغرب، ليس فقط كمصدر للعملة الصعبة، ولكن أيضًا كمجال لتوفير فرص الشغل.
تقرير: حسام مشي