2025-09-05
من هنا، كانت القطارات تنطلق من محطة مار مخايل في قلب بيروت نحو فلسطين ومصر وصولا إلى إسطنبول، وفي الاتجاه الآخر كانت تصل إلى دمشق وحلب، حتى أحالت الحرب الأهلية اللبنانية المحطة أرضا مهجورة، تشهد على زمن كانت فيه بيروت مفتوحة على العالم، تختصر المسافات بين المدن والناس.
فبعد عقود من الزمن تعود المحطة إلى الحياة كمعلم ثقافي لا كسكة حديد، ضمن مشروع تدعمه اليونسكو بهدف ترميم مبنى المحطة وتحويله إلى مساحة للثقافة.
ولا يغلق تحويل محطة قطار مار مخايل إلى مركز ثقافي الباب أمام إحياء دورها الأساسي، لكن الأمر يبقى رهن قرار حكومي، ورهن خطط تحتاج شراكة دولية.
وعلى غرار محطة مار مخايل، اختارت اليونسكو إحياء المسرح الكبير، ذلك الرمز التاريخي الذي يعود إنشاؤه إلى أواخر العشرينيات، وقد اعتلى خشبته الكثير من نجوم الطرب والتمثيل مثل محمد عبد الوهاب وأم كلثوم، بينما كان كبار الشعراء والكتاب العرب أمثال الأخطل الصغير وأحمد شوقي من رواده.
وما يرسم لمحطة قطار مار مخايل وللمسرح الكبير في بيروت لا يعيد لبنان إلى ماض يتغنى به أبناؤه، لكنه قد يحيي إيمانا لديهم بأن عودة لبنان جسرا حضاريا بين الشرق والغرب، قد لا يكون أمرا مستحيلا.
تقرير: نادر علوش