من بين رائحة الزيت وصدى الأدوات المعدنية وُلد فن لا يشبه سواه.

في مدينة النجف العراقية، وجد حسين داود نفسه يصنع الجمال من الخردة.

ما بدأ كهواية، تحوّل مع الوقت إلى رسالة بيئية وفنية في آن واحد.

في كل قطعة يلمسها حسين، هناك فكرة: أن نحمي الأرض من مخلفاتنا، وأن نمنح الحديد قلبا نابضا من جديد.

سبع سنوات من المثابرة والتجريب جعلت من حسين مرجعًا في فن الخردة، ذلك الفن الذي يحوّل المهمل إلى معنى.

في كل مرة يطرق فيها حسين الحديد، يطرق معه فكرة جديدة، فهو لا يصنع مجسّمًا فحسب، بل يحاول أن يعيد تعريف العلاقة بين الإنسان ومخلفاته.

وهنا يقف أحد أحلامه متجسّدا: قبضة من حديد تحمل مفتاحًا، رمزًا للقوة والعمل.

عمل جماعي صاغه المهندسون، لكن روحه كانت من أنامل حسين داود.

من بين أكوام الحديد الصدئ يولد الفن، ومن ورشة صغيرة في النجف يصعد حلم كبير أن يصبح حسين داود صوت البيئة وجمالها بصوت الحديد.

تقرير: لافا أسعد