2025-08-11
بدأ أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني زيارة إلى العراق قبل أن يتوجه إلى لبنان الأربعاء، وكشف مصدر مطلع أن لقاءاته مع المسؤولين العراقيين ركزت على لملمة ما يعرف بمحور المقاومة في المنطقة، وإعادة ترتيب أوراقه، إلى جانب الدور السياسي للعراق في تهدئة الأوضاع الإقليمية خلال المرحلة المقبلة.
وعلى وقع تصعيد داخلي في العراق وتوتر دبلوماسي في لبنان، جاءت الزيارة ضمن جولة إقليمية تشمل بيروت، حيث تتضمن أهدافها المعلنة توقيع اتفاقية أمنية ثنائية مع العراق، وبحث الأوضاع الراهنة والعلاقات التجارية مع لبنان، وفق ما أفاد الإعلام الإيراني الرسمي.
لكن المشهد السياسي في البلدين يكشف أبعادًا أعمق، ففي العراق تأتي الزيارة وسط تصعيد غير مسبوق بين رئيس الوزراء محمد شياع السوداني والفصائل المنضوية تحت الإطار التنسيقي، خاصة كتائب حزب الله العراقي، نتيجة خلافات حول مقترح قانون قد يمنح الحشد الشعبي طابعًا رسميًا أكبر وربما استقلالية أوسع.
كما تتزايد الضغوط الأميركية والدولية لإعادة هيكلة أو تفكيك الفصائل المسلحة الموالية لإيران، وهو ما تعتبره طهران محاولة لقطع امتدادها الاستراتيجي في الشرق الأوسط.
وفي لبنان، تتصاعد الضغوط الدولية لنزع سلاح حزب الله أو تحجيم دوره السياسي والعسكري عبر مبادرات دبلوماسية وعقوبات اقتصادية، بينما ترى إيران أن أي محاولة لتقليص دور الحزب تمثل تهديدًا مباشرًا لنفوذها الإقليمي.
ومن المتوقع أن تبحث الزيارة ملفات الدعم المالي واللوجستي والسياسي لحزب الله والحشد الشعبي، إضافة إلى وضع خطط للتعامل مع العقوبات والقيود الدولية، في وقت تسعى فيه طهران لإيصال رسالة بأن أي تسوية أو ترتيب جديد في البلدين لن يتم دون مشاركتها أو مراعاة مصالحها.
تقرير: صهيب الفهداوي