Mask
Logo

aqtsad

من يالطا إلى ألاسكا… تاريخ مصافحات وقمم متوترة

2025-08-15

من يالطا إلى ألاسكا، سبعون عاما من المصافحات التي لم توقف سباق الصواريخ، والابتسامات التي أخفت خلفها خطط الهيمنة، في شتاء 1945، جلس قادة النصر على النازية على طاولة يالطا، ستالين وروزفلت وتشرشل يرسمون حدود العالم الجديد بالقلم والمسطرة، بينما دخان برلين لم ينطفئ.

وبعد شهور، في بوتسدام، جلس هاري ترومان مكان روزفلت، لكن حرارة التحالف تحولت إلى برودة المواجهة، والعالم انقسم رسميا إلى معسكرين.

وفي ستينيات القرن الماضي، التقى كينيدي وخروتشوف في فيينا، جدار برلين يعلو، وأزمة كوبا تقترب بالعالم من لحظة الصفر النووي.

وواصل سباق التسلح الجري بلا خط نهاية، حتى حط نيكسون في موسكو عام 1972، موقعا مع بريجنيف أولى معاهدات الحد من الأسلحة، هدنة مؤقتة وسط حرب باردة بلا نار.

لكن الجليد بدأ يذوب في جنيف عام 1985 حين صافح ريغان غورباتشوف، لتولد معاهدة عام 1987 التي أزالت فئة كاملة من الصواريخ من الوجود، خطوة مهدت لمعاهدة ستارت الأولى عام 1991، قبل أن ينهار الاتحاد السوفيتي ويولد نظام عالمي جديد.

وقد قال الرئيس الأميركي بيل كلينتون إن العلاقة بين الولايات المتحدة وروسيا وفوائد التعاون بين حلف شمال الأطلسي وروسيا مهمة للغاية بحيث لا يمكن تعريضها للخطر.

فيما اعتبر بوريس يلتسين، أول رئيس للاتحاد الروسي، أن توسع الناتو شرقا خطأ جسيم، ومع ذلك، وللحد من العواقب السلبية على روسيا، اتفق على توقيع اتفاقية مع الناتو، وهي النقطة الأساسية.

وحاول كلينتون ويلتسين ترميم الشروخ في هلسنكي عام 1997، لكن الجديد لم يجلب الثقة، وبعدها بأربع سنوات، في سلوفينيا، قال الرئيس الأميركي جورج بوش إنه نظر في عيني بوتين ووجد فيهما الصراحة والالتزام العميق ببلده ومصالحه العليا، لكن التاريخ أثبت أن الأرواح في السياسة قد تتغير مع أول اختبار.

وفي براغ عام 2010، وقع أوباما وميدفيديف معاهدة ستارت الجديدة، محاولة لتقييد الرؤوس النووية حتى عام 2026، لكن الصفقات على الورق لم توقف الجيوش في الميدان.

وفي هلسنكي عام 2018، وقف ترامب إلى جانب بوتين، ليفجر في واشنطن عاصفة اتهامات بعدما بدا وكأنه يصدق الكرملين أكثر من استخباراته.

وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن هناك أشخاصا أخبروه أن روسيا تدخلت في انتخابات 2016، لكنه تساءل عن سبب عدم تحقيق المباحث الفدرالية في المركز الانتخابي، مؤكدا أنه يثق برجال المخابرات، لكن بوتين نفى ذلك، وأنه لا يرى سببا يدعو للتصديق على الاتهامات.

واليوم، تستعد ألاسكا عام 2025 لاستقبال مشهد جديد من هذه السلسلة، وهذه المرة على الطاولة حرب أوكرانيا، التي أعادت للعالم مشاهد الحروب الكبرى وفتحت أبواب المواجهة بين موسكو والغرب على مصراعيها.

لقاء بوتين وترامب، المحاط بتاريخ من الأزمات والاختبارات، قد يكون مجرد صورة بروتوكولية أخرى في الأرشيف، أو بداية فصل أشد برودة من أي حرب باردة عرفها القرن.


تقرير: علي حبيب

Logo

أخبار ذات صلة