أمرت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يوم الجمعة، بتنفيذ عملية تسريح جماعي لموظفي "إذاعة صوت أميركا" ووسائل إعلام أخرى ممولة حكوميًا، في إطار مسار نحو إغلاق هذه المؤسسات، رغم التحذيرات من إمكانية استفادة خصوم الولايات المتحدة من هذا القرار.

وقالت كاري ليك، التي تشغل منصبًا رفيعا في الوكالة الأميركية للإعلام العالمي، إن إرسال إخطارات التسريح يأتي ضمن "جهد طال انتظاره لتفكيك بيروقراطية متضخمة وغير خاضعة للمساءلة"، مؤكدة أنها ستعمل مع وزارة الخارجية والكونغرس لـ"ضمان رواية قصة أميركا بطريقة حديثة وفعالة ومتوافقة مع السياسة الخارجية الأميركية".

وكان ترامب قد أصدر في آذار/مارس الماضي أمرا بتعليق عمل "صوت أميركا" للمرة الأولى منذ تأسيسها عام 1942.

ووفق ما أُعلن، فقد تم توجيه إخطارات إنهاء خدمة إلى 639 موظفا، بعد عروض سابقة بالاستقالة الطوعية، وتسريح عدد من المتعاقدين. وبحسب البيانات الرسمية، تم إلغاء نحو 1400 وظيفة، ولم يتبق سوى 250 فقط.

وشملت عملية التسريح صحافيين من القسم الفارسي في "صوت أميركا"، كانوا قد عادوا إلى العمل مؤقتا بعد الهجوم الإسرائيلي على إيران الأسبوع الماضي.

وقدّم الموظفون دعوى قضائية تطعن في الإجراءات، رغم تخصيص الكونغرس تمويلا للإذاعة. وجاء في نص الدعوى: "موسكو وبكين وطهران والجماعات المتطرفة تغرق الفضاء الإعلامي بدعاية معادية لأميركا. لا تتنازلوا عن هذا الحق بإسكات صوت أميركا".

ويُعرف عن ترامب انتقاده المستمر لوسائل الإعلام، وكان قد سخر من استقلالية "صوت أميركا" التي تُمنع الحكومة بموجبها من التدخل في خطها التحريري.

وفي حين نُفذت حملة التسريح على نطاق واسع، بقيت "إذاعة مارتي" التي تبث إلى كوبا خارج هذا الإجراء، فيما أصبحت "إذاعة آسيا الحرة" تعمل بقدرات محدودة، واستمرت "إذاعة أوروبا الحرة" بفضل دعم الحكومة التشيكية.