2025-06-26
أظهر التقرير السنوي لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، الصادر الخميس، أن عام 2023 شهد تسجيل مستويات قياسية جديدة في إنتاج الكوكايين وضبطه واستهلاكه، في ظل تأجيج أنشطة الجريمة المنظمة؛ بسبب الأزمات المتعددة حول العالم.
وذكر المكتب، ومقره فيينا، في بيان رسمي، أن "الكوكايين يُعد أسرع أسواق المخدرات غير القانونية نموًا في العالم". وأشار التقرير إلى أن الإنتاج ارتفع بشكل كبير نتيجة توسّع المساحات المزروعة بنبتة الكوكا في كولومبيا، حيث زاد بنسبة تناهز 34% في عام واحد، كما سجلت عمليات الضبط زيادة بنسبة 68% بين عامي 2019 و2023، بينما ارتفع عدد المستخدمين من 17 مليونًا إلى 25 مليونًا خلال السنوات العشر الأخيرة.
ولفت المكتب إلى أن شبكات التهريب تتوغل في أسواق جديدة في آسيا وإفريقيا، مع تمدد العنف المرتبط بهذه التجارة، والذي كان محصورا سابقا في أميركا اللاتينية، ليشمل الآن أوروبا الغربية، مشيرا إلى "مئات مليارات الدولارات التي يجري التداول بها سنويا".
وقالت كبيرة الباحثين في المكتب، أنجيلا مي، إن "الكوكايين أصبح رائجا بين شرائح المجتمع الأكثر ثراء"، محذّرة من "حلقة مفرغة" تجمع بين تزايد الاستهلاك وتعاظم الإنتاج. كما سجل التقرير ارتفاعا كبيرا في ضبط منشطات الأمفيتامين، التي شكّلت نحو نصف إجمالي المضبوطات من المخدرات الاصطناعية، تليها المواد الأفيونية، بما في ذلك الفنتانيل.
وأبدى المكتب أسفه لأن "حقبة جديدة من عدم الاستقرار العالمي عززت قوة الجريمة المنظمة ودفعت الاستهلاك إلى مستويات مرتفعة تاريخيًا". وأشار التقرير إلى ملف الكبتاغون، وأوضح أن سقوط بشار الأسد في سوريا في أوائل كانون الأول/ديسمبر، أدى إلى "حالة من عدم اليقين بشأن مستقبل هذا الاتجار".
وكان النظام السابق في سوريا متهمًا بتحويل البلاد إلى منصة لإنتاج وتهريب المخدرات، لا سيما الكبتاغون، وهو أمفيتامين مشتق من دواء مخصص لعلاج مرض النوم القهري واضطرابات نقص الانتباه. وبعد سيطرة السلطات الجديدة، تم اكتشاف كميات كبيرة من الكبتاغون في مستودعات ومرافق عسكرية سابقة، كما تمت مصادرة مصانع الإنتاج.
لكن التقرير أكد أن هذه الإجراءات لم توقف الإمدادات، إذ تُظهر المضبوطات الأخيرة أن الكبتاغون "لا يزال يتدفق بحرية، لا سيما إلى دول شبه الجزيرة العربية، ما يوحي بطرح مخزونات قديمة في السوق أو استمرار الإنتاج في مواقع أخرى".
وخلص التقرير إلى أن 6% من سكان العالم الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و64 عامًا، تعاطوا المخدرات في عام 2023، مقارنة بنسبة 5,2% عام 2013، مع بقاء القنب أكثر المواد المخدرة استخداما.