2025-06-26
في مبادرة فريدة تُعرف بـ"مشروع الموروث الملاحي"، يجتمع الحنين مع الحرفة، ليعيد أبناء البصرة صناعة قوارب وطن اندثرت من نهر الزمان وظنها البعض ماضياً مات، بعد أن كانت شريان حياة لحضارات بابل وسومر وأكد.
من بين أخشاب تُجلى بحب، ومخطوطات نُقب عنها بدقة، أعاد صناع المشروع الحياة إلى المشحوف، والكفة، والعسبية، بأشكالها التي رسمتها ألواح الطين السومرية، وبصمات العشائر الجنوبية.
ثماني سنوات منذ أن بدأ المشروع، أنتج أكثر من مئة زورق تراثي في مختلف محافظات العراق، بدعم من مؤسسات دولية، وبأيدٍ محلية تعلمت من الأجداد حرفة لم تمت.
ليست مجرد زوارق، بل هي صدى حضارة لم يجرفها النسيان، تركت آثارها في كل مجرى نهر، وفي كل عرق بصري ينبض بالفخر.
هنا في البصرة.. يبحر التراث، لا لينطلق من دون عودة، بل ليبدأ الرحلة من جديد.
تقرير: حذام عجيمي