2025-09-04
في الرياض، كانت القضية الفلسطينية في مقدمة المباحثات بين ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والرئيس الإماراتي محمد بن زايد.
بالتوازي مع المحادثات التي امتدت لساعات، كان هناك موقف إماراتي حازم بشأن مساعي إسرائيل لضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة للسيادة الإسرائيلية. فقد حذرت أبوظبي من أن أي ضم للضفة الغربية يمثل خطًا أحمر بالنسبة لها، وسيقوض بشدة رؤية وروح اتفاقيات أبراهام، وذلك بعكس رغبة واشنطن التي تسعى إلى توسيع هذه الاتفاقيات وضم مزيد من الدول العربية والإسلامية إليها.
يأتي تحذير الإمارات قبل الذكرى الخامسة لاتفاقيات أبراهام، ويمثل في الواقع أقوى انتقاد حتى الآن من أبو ظبي لسلوك إسرائيل في غزة والضفة الغربية. يثير هذا التحذير شكوكًا جديدة حول مدى استدامة اتفاق التطبيع، الذي يعد أحد إنجازات السياسة الخارجية الرئيسية للرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال ولايته الأولى.
لذا، يرى كثيرون أن رغبة ترامب في منع انهيار جانب رئيسي من إرث سياسته الخارجية قد تدفعه لممارسة ضغوط على تل أبيب لمنعها من ضم أجزاء من الضفة الغربية. قد يفسر ذلك ما ذكرته مصادر إسرائيلية لصحيفة جيروزاليم بوست بأن نتنياهو سحب مسألة تطبيق السيادة على الضفة الغربية من جدول أعمال النقاش الحكومي عقب التحذير الإماراتي.
قد يعطي التحذير الإماراتي دفعة قوية للموقف العربي، الذي ظل عاجزًا حتى الآن عن كبح جماح إسرائيل في الضفة الغربية وقطاع غزة، وسط اعتقاد عربي بأن تل أبيب تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية والقضاء على مشروع إقامة دولتها المستقلة. ويرى الأمين العام للجامعة العربية، أحمد أبو الغيط، أن التصور الإسرائيلي لمستقبل المنطقة يضعها في أتون حروب دينية مدمرة، وعنف لا نهاية له، وكراهية تقضي على كل آمال العيش المشترك.
تقرير: نادر علوش