يحتفل العالم في الثالث من مايو من كل سنة باليوم العالمي لحرية الصحافة، وهو مناسبة تسلط الضوء على مكانة الصحافة الحرة والمستقلة في دعم الديمقراطية والدفاع عن حقوق الإنسان. على مدار التاريخ، شهدت الصحافة تحولات كبيرة بدءًا من اختراع غوتنبرغ للطباعة في القرن الخامس عشر، وصولًا إلى عصر الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي، التي أحدثت تغييرات جذرية في ميدان الإعلام.

اليوم، تجاوزت الصحافة دورها التقليدي في تقديم الأخبار، لتصبح أداة متعددة الأبعاد تسعى للعدالة والمساواة، ولتحقيق حرية التعبير والحياد. الصحافة اليوم هي صوت الشعوب ومرآة الحقيقة التي لا يمكن أن تُدفن. في عالم يشهد ضجيجًا إعلاميًا كبيرًا، تبرز الصحافة كمنارة تسعى للكشف عن الحقائق وإعادة بناء الوعي الإنساني.

إلا أن الصحافة، في ظل التحديات الحالية، تجد نفسها أمام تغييرات معقدة، خصوصًا في ظل الذكاء الاصطناعي. هذا العام، يتبنى شعار اليوم العالمي لحرية الصحافة "حرية الصحافة تحت تأثير الذكاء الاصطناعي"، مما يثير تساؤلات حول كيفية تأثير الخوارزميات على ممارسة الصحافة. فالذكاء الاصطناعي قد يكون أداة مفيدة للتحقق من المعلومات، ولكنه قد يُستخدم أيضًا لتزييف الحقائق أو إخفائها.

في وقت تتصاعد فيه بؤر التوتر والحروب، ويواجه الصحفيون تهديدات متزايدة، سواء من السلطات أو من جهات متطرفة، يبقى الأمل في حماية الصحفيين ومؤسسات الإعلام المستقلة. في العام الحالي، تم تسجيل مقتل أكثر من عشرين صحفيًا في أنحاء مختلفة من العالم، بينما يواجه العديد من الصحفيين المضايقات والقمع والتهديدات في مناطق النزاع.

الواقع المؤلم اليوم يشير إلى أن ثلث سكان العالم لا يتمتعون بحق الوصول إلى إعلام حر ومستقل. ولذا، فإن الحاجة إلى قوانين دولية تضمن حماية الصحفيين تزداد مع تراجع المؤشرات العالمية لحرية التعبير. ولكن، لن تكفي الاحتفالات باليوم العالمي لحرية الصحافة لتغيير الوضع، بل يتطلب الأمر جهودًا مستمرة لضمان بيئة آمنة ومستقلة للصحافة في جميع أنحاء العالم.

تقرير: حذام عجيمي