لم تعد الأرقام مجرد مؤشرات جامدة، بل أصبحت لغة العالم الحديث التي تحدد ملامح المستقبل وتوجه الموارد نحو تحقيق الأهداف المرجوة.

ويأتي الاحتفال هذا العام تحت شعار "إحصاءات دقيقة وبيانات موثوقة تدفع التغيير وتصنع مستقبلا أفضل للجميع"، وهو شعار يؤكد أهمية الإحصاءات في رسم السياسات وتحقيق التنمية وحماية كوكبنا.

وقد اعتمدت الأمم المتحدة هذا اليوم في عام 2010، وقررت في عام 2015 أن يُحتفل به كل 5 سنوات بهدف تعزيز الوعي بالدور الحاسم للإحصاءات الرسمية، وخاصة في ظل تحديات مثل الفقر وتغير المناخ والصحة العامة والسلام.

وأصبح المجتمع الإحصائي العالمي نموذجا في التعاون الدولي من خلال منتدى الأمم المتحدة العالمي للبيانات الذي انطلق عام 2017، حيث يعمل الخبراء على تطوير المعايير ومشاركة المنهجيات ودعم الدول الفقيرة في بناء أنظمة إحصائية فعالة.

ورغم تطور الإحصاءات في بعض بلدان شمال إفريقيا واعتمادها في مجالات حيوية، تبقى الإحصاءات نقطة ضعف مزمنة في منطقتنا العربية وفي كثير من البلدان الإفريقية، حيث تعاني المؤسسات من نقص البيانات أو انعدامها، وإن وجدت فهي غالبا ما تكون غير دقيقة أو خاضعة لحسابات غير مهنية، وذلك لأسباب تتعلق بالإرادة السياسية والاستثمار في الإنسان والثقافة المؤسسية التي تضع المعلومة في قلب القرار.

وفي اليوم العالمي للإحصاء تبقى الرسالة واضحة: البيانات الدقيقة ضرورة من أجل تنمية عادلة وشفافية حقيقية ومستقبل أفضل، فالإحصاء هو المفتاح الذي يفتح أبواب التغيير.

تقرير:  حذام عجيمي