2025-10-19
في مدينة اعتادت أن تحتضن الفن، وتتكلم بلسان الجمال، يقف اللوفر وثيقة خالدة، وأرشيفا مفتوحا لتاريخ الإنسان.
كان اللوفر يوما قلعة حربية، ثم قصرا ملكيا، لكنه لم يجد هويته الكاملة إلا حين صار متحفا.
فمنذ عام 1793، تحول هذا البناء الضخم إلى أهم صالة عرض عرفها التاريخ، وأصبح مرآة للعقل البشري، بجنونه، بإبداعه، وبسرده المدهش للحضارة.
يضم المتحف اليوم ما يزيد على خمسة وثلاثين ألف قطعة معروضة من أصل أكثر من ستمئة ألف عمل محفوظ في أرشيفه، موزعة على ثمانية أقسام رئيسية، تغطي فترات تاريخية تمتد من عصور ما قبل التاريخ وحتى منتصف القرن التاسع عشر.
في اللوفر، تبتسم لك الموناليزا من خلف الزجاج ابتسامة حيّرت العالم، وتنبض في الزوايا آثار بابل، وفخار مصر، ومخطوطات الأندلس، وأسرار الشرق.
ورغم هذا الإرث الساحق، لا يقف اللوفر عند الماضي، بل يمد يده نحو المستقبل: معارض مؤقتة، برامج تعليمية، مبادرات رقمية، ومساحات تفكير مفتوحة لكل الأعمار واللغات والثقافات.
اللوفر لا يُختصر في الموناليزا، ولا في عدد زواره الذين يتجاوزون عشرة ملايين سنويا...
اللوفر مساحة تأمل عميقة في هشاشة الإنسان وعبقريته.
تقرير: لافا أسعد